لجنة النطاق العريض في الـ " ITU " : تدعو قادة العالم لإعطاء الأولوية للتوصيلية الشاملة للإنترنت وإزالة الحواجز ومنح الحوافر كأساس للتنمية

  • العقد القادم .. أدوات الرقمية أهم متطلبات تسريع التعافي من COVID  وتعويض التقدم المفقود

    تقرير "حالة النطاق العريض" الجديد يحذر من عدم المساواة الرقمية الصارخة التي كشفها فيروس كورونا

    كتب : محمد شوقي - نهلة مقلد

    بات النفاذ الشامل إلى النطاق العريض الحافز الحيوي اللازم لدفع التعافي الاقتصادي العالمي وتسريع التقدم الضعيف نحو أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وفقاً لتقرير جديد صادر عن لجنة النطاق العريض التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالتنمية المستدامة ،والتي أنشأها "الاتحاد الدولي للاتصالات "و"اليونسكو" بهدف زيادة أهمية النطاق العريض في جدول أعمال السياسات الدولية، وتوسيع النفاذ إلى النطاق العريض في كل بلد باعتباره عاملاً رئيسياً لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية والدولية وتضم اللجنة أكثر من 50 عضواً يمثلون مجموعة شاملة من كبار المديرين التنفيذيين وقادة الصناعة وكبار واضعي السياسات وممثلي الحكومات وخبراء من الوكالات الدولية والأوساط الأكاديمية والمنظمات المعنية بالتنمية.

    وسلطت جائحة فيروس كورونا (COVID-19) الضوء بشكل كبير على اعتماد البشرية المتزايد على الشبكات الرقمية من أجل استمرارية الأعمال والتوظيف والتعليم والتجارة والخدمات المصرفية والرعاية الصحية ومجموعة كاملة من الخدمات الأساسية الأخرى. ومع ذلك، لم يتصل حتى الآن ما يقرب من نصف سكان العالم بالإنترنت أبداً، ويعاني مئات الملايين غيرهم من التوصيلات البطيئة والمكلفة وغير الموثوقة، التي غالباً ما تكون من خلال مواقع بعيدة مثل مقاهي الإنترنت.

    ويتضمن تقرير حالة النطاق العريض لعام 2020 الصادر عن لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة، والذي صدر في اجتماع الذكرى العاشرة للجنة في وقت سابق اليوم، دعوة حاشدة إلى قادة العالم ورؤساء الصناعة لوضع توصيلية النطاق العريض الشاملة في صدارة الجهود العالمية للتعافي والتنمية المستدامة.

    التواصل عن بعد

    ويسلط تقرير حالة النطاق العريض لعام 2020: التصدي لأوجه عدم المساواة الرقمية، عقد للعمل، الضوء على التفاوتات الصارخة في النفاذ إلى التوصيلية عالية السرعة التي حالت دون استفادة مليارات من البالغين والأطفال من العمل والتعلم والتواصل عن بُعد. ويقيِّم التقرير أيضاً التقدم المحرز في توسيع النفاذ إلى البنية التحتية للنطاق العريض وخدماته واعتمادها، وتحقيق الأهداف السبعة التي تدعو إليها اللجنة لعام 2025.

    الإنترنت عالية السرعة

    من جهته قال بول كاغامي ـ الرئيس المشارك للجنة النطاق العريض ورئيس رواندا: "إن العقد الأول للجنة النطاق العريض أحدث تأثيراً حقيقياً عن طريق تسليط الضوء على القوة التحويلية للنفاذ الشامل لتوصيلية الإنترنت عالية السرعة والهواتف الذكية. والأفكار التي بدت مستقبلية قبل عشر سنوات، أصبحت الآن سائدة. وسيكون العقد القادم حول استخدام الأدوات الرقمية لتسريع التعافي من جائحة COVID وتعويض بعض التقدم المفقود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة."

    حوافز ضرورية

    من ناحية أخرى قال كارلوس سليم حلو ـ رئيس مؤسسة كارلوس سليم والرئيس المشارك للجنة النطاق العريض: "إن التكنولوجيات الرقمية تقدم خدمات تحدث تغييرات كبيرة. وينبغي أن تدرك الهيئات التنظيمية والحكومات الأهمية الحيوية لشبكات الاتصالات بالنسبة إلى المجتمع والتنمية، وأن الضرائب المرتفعة ورسوم الطيف والتنظيم تشكل حواجز أمام الشمول الرقمي. والتحدي الذي نواجهه اليوم هو البحث عن توصيلية شاملة وإتاحتها للبلدان والناس. وتوصيلية النطاق العريض هي الجسر للانتقال إلى التنمية الاقتصادية والرفاهية."

    ضخ الاستثمارات

    ومن ناحية اخرى قال هولين جاو ـ الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونائب الرئيس المشارك للجنة "إن عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب يعني عدم ترك أي شخص غير موصول بالإنترنت، الآن أكثر من أي وقت مضى. وستكون زيادة الاستثمارات في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتنسيقها بالغة الأهمية، وليس لتوصيل 3,6 مليار شخص ما زالوا غير موصولين بالإنترنت فحسب، ولكن أيضاً لدفع تطوير التكنولوجيات الجديدة الأساسية للاقتصاد الرقمي."

    التكنولوجيا الرقمية

    وقالت أودري أزولاي ـ المديرة العامة لليونسكو، "إن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن تكون الأداة التي نحتاج إليها للتحرر الذي يركز على الإنسان. ولكن لكي تؤدي هذا الدور، فإنها تحتاج إلى خبرتنا وتعاوننا لأننا بحاجة إلى تجميع كل مواردنا إذا أردنا أن نرتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في التوصيلية والكفاءات. وفي رأيي، هذه هي أهمية فريقي العمل اللذين تشارك اليونسكو في رئاستهما. وتركز الوثائق المنشورة اليوم على مسألتين حاسمين: توصيلية المدارس وتعزيز المعلومات الموثوقة والجيدة."

    ووفقاً لأحدث بيانات الاتحاد، يبلغ معدل انتشار مستخدمي الإنترنت على الصعيد العالمي %53,6. وينخفض هذا الرقم إلى %47 في البلدان النامية، وإلى %19,1 فقط في أقل البلدان نمواً في العالم)، وهو أقل بكثير من هدف الدعوة 3 للجنة النطاق العريض لوصول انتشار مستخدمي الإنترنت عريضة النطاق إلى %75 في جميع أنحاء العالم، و%65 في البلدان النامية و%35 في أقل البلدان نمواً بحلول عام 2025.

    ويدعو بيان اللجنة الصادر بالتزامن مع إطلاق التقرير اليوم المجتمع العالمي إلى الاعتراف بالتوصيلية الرقمية بوصفها العنصر الأساسي من خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

    ويؤكد البيان التزام لجنة النطاق العريض بتعبئة الجهود لتحقيق "الهدف العالمي المتمثل في التوصيلية الشاملة" لدعم خارطة طريق الأمين العام للأمم المتحدة للتعاون الرقمي ومبادرات التوصيلية الأخرى.

    وأخيراً، يدعو البيان جميع أصحاب المصلحة إلى التعاون لوضع خط أساس للتوصيلية الرقمية الشاملة.

    تحديد ودعم التمويل العام-الخاص للنطاق العريض الشامل وتجربة نماذج تمويل واستثمار هجين رائدة ومبتكرة و/أو تكميلية وقابلة للتكرار ومستدامة لجميع أنواع الشبكات، وتحفيز الشراكات ذات الأثر.

    الدعوة إلى بيئات تنظيمية تمكينية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبناء القدرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسلامة والأمن على الخط، ولاسيما للأطفال، كجزء لا يتجزأ من الجهود المبذولة لتحقيق أهداف النطاق العريض العالمية لعام 2025 وأهداف التنمية المستدامة.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن