إلقاء الجواهر في البحر !

  •        بقلم : د . حسام رفاعي

     

     جلس رجل ﻋﻠﻰ شاطئ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﻼ قبل ﺍﻟﻔﺠﺮ ..

    ﻓﻮﺟﺪ كيساً مملوءا ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭة ..

    ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻭأﺧﺬ ﺣﺠرا ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭأﻟﻘﺎه في اﻟﺒﺤﺮ

    فأعجبه ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭة ﻭﻫﻰ ﺗُﻘﺬﻑ في ﺍﻟﺒﺤﺮ

    ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﻜﺮة ﻣﺮة أﺧﺮﻯ

    وظل يقذف الحجارة ﻓي ﺍﻟﺒﺤﺮ ..

    ﻷﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭة ﻋﻨﺪﻣﺎ تسقط في ﺍﻟﻤﺎﺀ

    ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟرجل

    ﻭﻛﺎن ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻭﺑﺪأ ﻳﺘﻀﺢ ما في ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬي ﺑﺠﻮﺍﺭه ..

    ﺣﺘﻰ ﻣﺎ بقى في ﺍﻟﻜﻴﺲ إﻻ ﺣﺠر ﻭﺍﺣﺪ ..

    ﻭﻗﺪ أﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ..

    ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ إﻟﻰ ﻫﺬا ﺍﻟﺤﺠر ..

    ﻓﻮﺟﺪه "ﺟﻮﻫﺮة" !!

    ﻭﺍﻛﺘﺸﻒ أن ﻛﻞ ﻣﺎ أﻟﻘﺎﻩ في البحر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ

    ﻛﺎن "ﺟﻮﺍﻫﺮ" ﻭﻟﻴست ﺣﺠﺎﺭة ..!!!

    ﻭﻇﻞ الرجل ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻨﺒﺮة ﻧﺪﻡ :

    ﻳﺎﻟﻐﺒﺎﺋﻰ ﻛﻨﺖ أﻗﺬﻑ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻋﻠﻰ

    أﻧﻬﺎ ﺣﺠﺎﺭة ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ !!!

    ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺎ فرطت فيها هكذا !!!

    للأسف الشديد كلنا هذا الرجل :

    - ( كيس ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ) ﻫﻮ العمر الذي نلقي به ساعة
    وراء ساعة دون فائدة ..

    - (ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ) هو متاع الدنيا الزائل وشهواتها ..

    - ( ظلام الليل ) هو الغفلة التي نعيشها ..

    - (ظهور الفجر ) هو ظهور الحقيقة .. وذلك عند الموت حيث لارجعة

     من الآﻥ ﻛﻦ ﻳﻘظا

    ولاتضيع أوقاتك وجواهرك بلا فائدة ..فتندم حيث لاينفع الندم ......



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن