وفقا لتقرير مؤسسة "أس إن بي جلوبال" : انتعاش التسويق الرقمي وآليات التجارة الإلكترونية وتغير الأنماط الاستهلاكية في حقبة جائحة "كورونا"

  • في منطقة الشرق الأوسط : 51 % من المتسوقين يفضلون الشراء عبر الهاتف المحمول

    خلال شهر رمضان : ارتفاع مبيعات الألعاب الإلكترونية والسلع الغذائية والملابس والحلويات

     

    كتبت : نهلة مقلد – شيماء حسن

    مع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في العالم، يشهد العديد من الدول إغلاقا على الصعيد الوطني، وأصبح التباعد الاجتماعي وقيود البقاء في المنزل من "العادات الجديدة" في الحياة اليومية.

    وفي ظل ذلك، ازدهرت أنماط وأساليب جديدة مثل التدريس على الإنترنت والعمل من المنزل.

    كما تغير سلوك المستهلك وتسوقه بشكل ملحوظ. فقد كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة ((أس إن بي جلوبال)) للاستخبارات التسويقية العالمية أنه رغم إعراب المستهلكين عن عزمهم خفض الإنفاق وسط جائحة كوفيد-19، لكنهم كانوا منفتحين أمام العروض الرقمية.

    وبعبارة أخرى، تحول الطلب الاستهلاكي إلى "الأونلاين". -- الطلب ينتقل إلى الأونلاين مع استمرار حالة عدم اليقين وسط فيروس كورونا الجديد، أصبح المستهلكون أكثر حذرا بشأن التسوق في الأماكن العامة.

    فضلا عن ذلك، فإن الاستخدام الواسع لتكنولوجيا العصر يجعل من تفضيل المستهلكين للتسوق عبر الإنترنت أمرا متوقعا. ووفقا لاستطلاع أجرته شركة ((إي ماركتر)) لأبحاث السوق الأمريكية، فإن ما يقرب من نصف مستخدمي الإنترنت الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع، يتجنبون حاليا الذهاب إلى مراكز التسوق العامة.

    ارتفاع مبيعات السلع الاستهلاكية

    فيما يتبع المستهلكون المسنون هذه الاحتياطات في التسوق على نحو أكبر مقارنة بالمستهلكين الأصغر سنا.

    وهذا يتماشى مع تقرير لمؤسسة "ماكينزي " ، يشير إلى أن التسوق على الإنترنت وتوصيل الطعام والبقالة باتت من السلوكيات الجديدة التي يتجه إليها المستهلكون الأمريكيون. وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأنشطة الأخرى التي يكثر عدد المستهلكين المشاركين فيها، مثل وسائل الترفيه والرياضة الإلكترونية واللياقة البدنية عبر الإنترنت.

    ولا يقتصر هذا الاتجاه الاستهلاكي على الولايات المتحدة فحسب. ففي بلدان أوروبية مثل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا، وكذا دول في قارات أخرى مثل نيوزيلندا، يزدهر أيضا الاستهلاك عبر الإنترنت في ظل الإغلاق المطبق على الصعيد الوطني أو المحلي وتشجيع المواطنين على البقاء في المنزل؛ ففي إيطاليا، على سبيل المثال، ارتفعت مبيعات منتجات البقالة عبر الإنترنت بنسبة 20 % على أساس سنوي في الفترة من 23 فبراير إلى 11 مارس 2020.

    شهر رمضان

    أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث استقبلت الدول شهر رمضان المبارك، من المتوقع أن تشهد مبيعات التجارة الإلكترونية دفعة قوية حيث أعرب المستهلكون في المنطقة عن نيتهم، في ظل تفشي الفيروس، زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت هذا العام في رمضان الذي تبرز فيه عادة استهلاك المواد الغذائية.

    وأجرت "آد كولوني"، وهي شركة كبرى لإعلانات وتسويق أجهزة الهاتف المحمول، استطلاعا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول استخدام الهاتف المحمول خلال موسم رمضان 2020 وسط كوفيد-19.

    وأظهر الاستطلاع أن 82 % من المتسوقين يقومون بالتسوق داخل تطبيقات الهاتف المحمول وعبر الإنترنت في رمضان؛ و51 % من المتسوقين يفضلون الشراء داخل التطبيقات خلال الشهر المبارك. -- "ضروريات جديدة" تتصدر قائمة الاستهلاك في الوقت الذي تشهد فيه مسألة "من أين نتسوق" تحولا أثناء الجائحة، من المتوقع التساؤل عما إذا كانت مسألة "ماذا نشتري" تتغير أيضا.

    وفي منطقة الشرق الأوسط، رغم أن المستهلكين يتوجهون إلى الإنترنت مثل أنحاء العالم، فإن الشهر الكريم يحافظ على قائمتهم التقليدية للتسوق هذا العام.

    ضروريات جديدة

    وحسب مسح أجرته شركة "آد كولوني"، فإن الملابس والبقالة والحلويات تمثل السلع الأكثر مبيعا، والتي يخطط معظم المستهلكين في المنطقة لتسوقها في رمضان 2020. ولكن قائمة الشراء في بعض الدول الأخرى قد سجلت تغيرا تدريجيا.

    فقد أشارت شركة "إي ماركتر" إلى أن العلامات التجارية التي تشهد أكبر قدرا من النمو خلال الجائحة في الولايات المتحدة هي علامات خاصة بـ"ضروريات جديدة" مقارنة بوقت ما قبل الجائحة.

    أوضحت الشركة أن "الضروريات الجديدة" تشمل تلك التي تساعد الأشخاص على الشعور براحة أكبر في المنزل، وتندرج اللوازم المكتبية، ومنتجات الصحة والجمال، والأدوات المنزلية، وسلع تجديد المنزل، ومنتجات الألعاب، تحت هذه المستلزمات. وتوقعت الشركة زيادة في نمو مبيعات "الضروريات الجديدة" إذا ظلت قيود البقاء في المنزل سارية.

    ادوات الصحة والجمال

    وعلى سبيل المثال، بالنسبة للصحة والجمال، ارتفعت المبيعات في هذا المجال بنسبة 53 % منذ 15 مارس في الولايات المتحدة كما زادت مبيعات مستلزمات المنازل والحدائق بنسبة 54 % منذ 15 مارس. أما الزيادة الأخرى في الاستهلاك والتي يمكن توقعها فهي استهلاك الأدوية.

    وأظهر تحليل صادر عن مؤسسة ماكينزي أنه خلال الفترة التي سبقت إغلاق إيطاليا، زادت مبيعات الأدوية بنسبة 20 % على أساس سنوي وظهرت أنماط شراء مماثلة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان المتضررة.

    فضلا عن ذلك، صارت سلع لم تكن تعتبر "الأكثر مبيعا" قبل الجائحة، مثل الكمامات والمطهرات والمناديل المبللة، صارت تندرج ضمن قائمة السلع الأعلى استهلاكا في العالم بسبب كوفيد-19.

    وتحت قيود البقاء في المنزل، انخفض الإنفاق على ممارسة الرياضة في أماكن بالهواء الطلق مثل الأندية الرياضية، ولكن تزايدت النفقات خلال جائحة كوفيد-19 في مجال التدريب داخل المنزل خاصة على الأجهزة الرياضة المنزلية، والألعاب الرياضية الإلكترونية، وتطبيقات التمارين الرياضية، ودروس الرياضة على الإنترنت.

    وسائل الترفيه

    والمثير للاهتمام أن مبيعات الألعاب الإلكترونية (من بينها الألعاب الرياضية الإلكترونية) وبرامج الكمبيوتر سجلت أيضا ارتفاعا.

    ووفقا لإحصاءات صادرة عن شركة ((نيلسن)) العالمية لتحليل البيانات، ارتفعت مبيعات الألعاب وبرامج الكمبيوتر في نهاية مارس في بريطانيا بنسبة 193.5 %، مع زيادة المبيعات السمعية والبصرية بنسبة 46 %، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. -- تغيرات طويلة الأمد في أنماط الاستهلاك بناء على هذا السلوك الاستهلاكي الجديد في العالم خلال جائحة كوفيد-19، لفت بعض المحللين الصينيين إلى أن تغير عادات الاستهلاك ومحتوياته في العالم قد يؤدي إلى تغير الفكر الاستهلاكي.

    كما أن الأنماط الاستهلاكية الجديدة قد تصبح طويلة الأمد، أي تستمر في حقبة ما بعد الجائحة. وهذا يتفق مع ما يشير إليه المستهكلون في بعض الدول حيث يعتزمون تبني تغييرات سلوكية طويلة الأمد لتستمر إلى ما بعد الوضع الحالي.

    كما ألمح المحللون إلى أن المستهلكين قد يولون في المستقبل مزيدا من الاهتمام لمجال الصحة وبالتالي يتجهون إلى زيادة نفقاتهم في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الأنماط الاستهلاكية الجديدة على شبكة العرض والطلب.

    فعلى سبيل المثال، عندما يعتاد المستهلكون على البقاء في المنزل اعتمادا على التسوق عبر الإنترنت، قد تتيح أنماط حياته مثل "تناول الطعام في المنزل" المزيد من الفرص لصناعة توصيل المواد الغذائية والبقالة الطازجة وتتحول أسواق الخضار والفاكهة، التي كانت تعتمد نمطا رئيسيا غير متصل في السابق، إلى نمط عبر الإنترنت، مثل تقديم خدمة البيع والتوصيل عبر الإنترنت.

    وفي هذا الصدد، فإنه نظرا للراحة التي يوفرها الاستهلاك عبر الإنترنت عند البقاء في المنزل، ومع تعميم وانتشار التكنولوجيا وتطوير تطبيقات الهواتف الذكية، فقد يتم تعزيز الجانب الرقمي والإلكتروني لأعمال البيع بالتجزئة بشكل أسرع من التوقعات السابقة على نطاق العالم.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن