 التكنولوجيا وتهانى العيد

  • هاشتاجيات

    §      بقلم  / اشرف صلاح الدين

     

    كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ونحن نستعد لتوديع شهر رمضان الكريم وفى ايامه الأخيرة وبدء الإستعداد لإستقبال العيد أود أن أتناول ظاهرة كيف يقوم البعض بتوظيف التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعى توظيف خاطئ لإرسال المعايدات والتهنئة والتبريكات والدعوات. 

    حيث فوجئت كما فوجئ غيرى منذ أيام بضمى لمجموعة على الواتس اب أو الفيسبوك مسنجر تحت مسمى الأقارب والأصدفاء والمعارف دون أن يستأذننى من ضمنى وحقيقة أكتشفت فيما بعد أننى  لا أعرفه شخصيا.  الغرض من إنشاء هذه المجموعة من صاحبها أو من أنشأها هو بدلا من أن يجهد نفسه فى إرسال المعايدات والتهنئة بالعيد أكثر من مرة لمعارفه وأصدقائه وأقاربه وحتى من لايعرفهم مثلى كل على حده فلماذا لايرسلها مرة واحده ويضع الجميع فى مجموعة واحدة ويستغلها فيما بعد فى أى شئ آخر كالتسويق لخدمة أو سلعة أو نشر الأدعية بأسلوب إنشر ولك الأجر ولاتدعها تقف عندك وأعلم أن الشيطان هو من منعك من نشرها لجميع معارفك وإن لم تنشرها سينالك العقاب وتخسر مالك وأهلك وبالمناسبة أفتت دار الإفتاء المصرية أن هذا الأسلوب حرام ولايجوز ولا أساس له فى الشريعية الإسلامية السمحة.

    ولأمثال هؤلاء اقول من سمح لك بمشاركة بياناتى مع آخرين قد لا أعرفهم دون أذن منى ومن أعطاك هذا الحق لمجرد أنك حصلت بأسلوب أو بآخر على بياناتى وبيانات آخرين أستحليت ذلك لنفسك دون أحترام للحرية والرغبة الشخصية لقبول الدعوة أو رفضها.

    أنتشر هذا الأسلوب كثيرا فى الأيام الماضية وال    ذى أتحفظ وغيرى كثيرين عليه وقد قمت بسؤال من اضافنى للمجوعة التى سبق وأن ذكرتها الأقارب والمعارف والأصدقاء والذى لم يكن فى قائمة أتصالاتى من هو من أنشأ هذه المجموعة ففوجيئ بإسم شخص لا أعرفه وسألته وكيف حصلت على بياناتى قال حضرتك شخصية عامة وحصلت على بياناتك من صديق مشترك ورفض أن يقول إسمه. هل هذا أسلوب لائق.

    أيضا أنتشرت ظاهرة المقاطع الصوتية سواءا الدينية أو الإجتماعية أو أغانى العيد وأهلا رمضان و التى تدعوك لإرسال الرسالة الصوتية لكل من عندك حتى لو كان مرسلها منهم وتستحلفك بالله أن تفعل مثل هذه الرسائل تشغل حيز كبير من ذاكرة هاتفك الذكى مع تكرارها مع صور التهانى والأدعية التى ترد وتتكرر من أكثر من شخص وأكثر من جروب وكثير منا لايعمل نسخ أحتياطية من بياناته وملفاته الموجودة على الهاتف مما يجعله يعانى ويأن من كثرة الملفات وعدم وجود حيز كاف لتشغيل البرامج الأساسية لوظائف الهاتف.

    أما مقاطع الفيديو الطريف منها والسمج أحيانا فحدث ولاحرج فعلا هذا الموضوع  زاد عن حده وأصبح الجميع يعانى منه ويحرج أن يتكلم فيه خشية ألا يحدث حرجا لمن أرسلة أو حفاظا على مشاعره.

    قد يكون هذا الأمر مقبولا إن كان مرة أسبوعيا أو شئ فعلا يستحق المشاركة وليس شئ تقليدى وصلك من أكثر من مصدر ولاقيمة له سوى أضاعة الوقت.

    تذكرت حديث إذاعى إستمعت إليه منذ أكثر من ثلاثتن عاما فى إذاعة البرنامج العام  مع احد علماء الدين كان يتحدث عن أن الكثيرين مع إنتشار الهاتف الأرضى وقتها تكاسلوا وبدؤا يتبادلون التهانى بمناسباتهم  عبر الهاتف وإستعاضوا بهذه الوسيلة عن تبادل الزيارات العائلية التى تقوى أواصر الصداقة بين الأسر والعائلات وحث المستمعين على العودة إلى تبادل الزيارات العائلية لتقوية الروابط والأواصر الإجتماعية بيننا.

    ومع بدايات شهر رمضان إستمعت فى أحد المحطات الفضائية لأحد العلماء المسلمين يحث المشاهدين على القيام بتبادل التهانى والمعايدات عن طريق مكالمات الهواتف الأرضية أو المحمولة وعدم الإكتفاء بإرسال رسائل نصية SMS أو إستخدام رسائل الواتس اب لأنه فى سماعك لصوت المهنئ ميزة تبادل الأحاسيس والشعور من نبرات صوته بمشاعره الفياضة بدلا من الرسائل النصية الجامدة المكررة والتى تشعر أنها لاتبع من القلب أو من الشخص الذى يرسلها حيث أنها تكون قوالب جاهزة يستقبلها المستقبل للرسالة ويقوم بتحويلها إلى معارفه وأصدقائه بعد كتابة إسمه بدلا من مرسلها وهكذا‘ ولم يتطرق المتحدث إلى تبادل الزيارات وكأنها إنعدمت وغير موجودة فى عالمنا الآن وللأسف هذه حقيقة إلى حد ما مع مشاغل الحياة وإنشغال الجميع فى شئونه اليومية نسى أو تناسى  تبادل الزيارات.

    لاشك أننا جميعا تلقينا العشرات من رسائل SMS  والواتس اب وأيضا رسائل البريد الإلكترونى منها الشخصى ومنها الجماعى الموجه لمجموعة من الأشخاص، منها على سبيل المثال ما كتب باللغة العربية  أو الإنجليزية أو العربية بحروف إنجليزية أو صور وشعارات أما عن الرسائل الإلكترونية فالحديث لا ينتهى عن أنواع بطاقات التهنئة والفلاشات والصور المتحركة وغيرها الكثير.

     المقارنة بين البرنامج الإذاعى منذ ثلاثين عاما والبرنامج الفضائى يطرح سؤالا مهما هل تطور تقنيات الإتصالات والمعلوماتية أثر سلبا على العلاقات الإجتماعية؟

     

    # عيد_سعيد    

    #هاشتاجيات_أشرف_صلاح_الدين

    وإلى لقاء مع هاشتاج جديد

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن