اكتشاف بكتيريا صديقة للبيئة تأكل البلاستيك

  • اكتشف فريق من العلماء، حديثًا، نوعًا جديدًا من البكتيريا صديق للبيئة يأكل البلاستيك ويذيب أصعب أنواعه، ما يشكل بارقة أمل لحل إحدى أعقد المشكلات البيئية، المتمثلة بتراكم المخلفات البلاستيكية، وحاجتها لمئات الأعوام لتتحلل.

     

    ويحطم النوع الجديد -المعروف باسم سيدمونس إس بي تي دي إيه1، وهو أحد أنواع بكتيريا الزائفة الزنجارية- الروابط الكيميائية في البولي يوريثين؛ وهي مادة بلاستيكية صعبة التفكك غير قابلة للذوبان عند تسخينها.

     

    واكتشفت العلماء النوع الجديد في التربة، تحت أحد مدافن النفايات الغنية بالبلاستيك، وعمدوا إلى إجراء تجارب مكثفة عليها لتحليلها جينيًا وتحديد قدراتها ومواصفاتها، ووجدوا أنها تنتمي لسلالة قادرة على التكيف مع أشد الظروف البيئية تطرفًا ولديها مناعة من المركبات العضوية السامة؛ ومن بينها سُمِّيَّة البلاستيك.

     

    ونقل موقع ساينس ديلي، عن هيرمان هيبيبر، عالم الأحياء الدقيقة في مركز هيلمهولتز للبحوث البيئية في ألمانيا، أن «هذه البكتيريا تستخدم البولي يوريثين مصدرًا للطاقة والكربون والنيتروجين، ومن هنا تبرز أهميتها في إعادة تدوير أحد أصعب أنواع البلاستيك. ونحن بحاجة إلى معرفة معلومات أكثر عن العمليات البيوكيميائية للتمثيل الغذائي الفريد هذا النوع من البكتيريا، بهدف وضع خطة لاستخدامه بالطريقة الأمثل

     

    يستهلك البشر نحو 78 مليون طن من المواد البلاستيكية، وتنتهي نسبة 32% منها في مياهنا، بما يعادل شاحنة نفايات كاملة خلال كل دقيقة، ووفقًا لدراسة علمية نُشِرت عام 2017 في مجلة ساينس، فإن كمية البلاستيك المُستهلك في الهند، التي يتم التخلص منها برميها في مياه المحيطات، جعلت البلاد في المرتبة 12 من بين 192 بلدًا شملته الدراسة في العام 2010. وحازت الصين على المرتبة الأولى في القائمة ذاتها، بينما صُنِّفت الولايات المتحدة في المرتبة العشرين. وذكرت دراسة أخرى، نُشِرت في العام ذاته، إن 75% من شواطئ بريطانيا ملوثة بنفايات بلاستيكية قاتلة.

     

    وتسبب البشر في العقود الأخيرة بأضرار كبيرة على الحياة البحرية، يتعذر إصلاحها بسبب فقدانها السيطرة على النفايات البلاستيكية. وعلى الرغم من أن الوضع الحالي صعب لكن يمكن مواجهته؛ وفقًا لما ذكرته ليزا سيفنسون، مدير شؤون المحيطات في الأمم المتحدة، التي تؤمن أن تعاون الحكومات والشركات والأفراد على مستوى العالم لتقليل التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية سيحافظ على حياة الكائنات في المحيطات؛ وقالت سيفنسون إن «هذه أزمة كبيرة على مستوى الكوكب» وليست سيفنسون وحدها من تشعر بالخطر، بل يؤيدها غالبية الخبراء والمتخصصين، ممن يطالبون في كل مناسبة بتطبيق إجراءات دولية أكثر صرامة تجاه التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن