بقلم : خالد حسن
تفرض علينا القفزة النوعية والتطور السريع فى تقنيات وتطبيقات او مساعد الذكاء الاصطناعى نوعية جديدة من التحديات التى يجب ان نكون جميعا على أهب الاستعداد للتعامل معها وتأهيل أولادنا وشبابنا على التعامل مع أساسيات " العالم الرقمي الجديد " والذى باتت ادوات الذكاء الاصناعي " AI " تمثل جوهر المستقيل القريب اذ بات علينا توعية واعداد جميع ابنائنا ، وبلا استثناء ، ليس كمطوريين برمجيات للذكاء الاصناعى وانما مستخدمين محترفين لادوات وبرامج الذكاء الاصطناعى لاسيما وان الكثير منها اصبح متاح وشبه مجاني ولكن سيكون له تأثير ايجابى كبير جدا على مضاعفة معدلات انتاجية البشر وتحسين حياتهم ورفع كفاءة الاداء .
وفى الحقيقة لم يعد مستبعدا فى ظل تغللل الذكاء الاصطناعي فى حياتنا الا نحتاج الى بقاء اولادنا حتى الدخول الى المرحلة التعليمية الجامعية حيث يمكن ان يتيح الذكاء الاصطناعى كافة انواع المعرفة لكل من يجيد التعامل باحترافية مع تطبيقات ادوات الذكاء الاصطناعي
على مدى السنوات الخمس الماضية، أصبح الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا سائدة، وتغيير الحياة اليومية وتحسين سير العمل عبر الصناعات. كما انفجرت قاعدة مستخدميها، حيث تضاعفت ثلاثة أضعاف تقريبًا منذ عام 2020، ووصلت إلى أكثر من 350 مليون مستخدم على مستوى العالم. في حين أن الولايات المتحدة وأوروبا لديهما بعض من أكبر قواعد مستخدمي الذكاء الاصطناعي ، فإن البشر في العديد من البلدان الأخرى يستخدمون بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في كثير من الأحيان ، حيث تقود الهند الحزمة.
ووفقا للبيانات المقدمة من مؤسسة " Altindex.com " تتصدر الهند اعتماد الذكاء الاصطناعي العالمي، حيث قال 41٪ من المشاركين في الاستطلاع إن أدوات الذكاء الاصطناعي جزء من حياتهم اليومية، أي ضعف ما هي عليه في الولايات المتحدة أو أوروبا.
منذ ظهور ChatGPT قبل ثلاث سنوات تقريبًا ، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية شائعة لأنها طريقة سهلة للناس لرؤية الذكاء الاصطناعي وتجربته. لكن الاستخدام الفعلي لروبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لا يزال منخفضًا بشكل مدهش ، بالنظر إلى الطنانة المحيطة بها. أظهر استطلاع Statista Consumer Insights أن ما يقرب من 3 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة استخدموا ChatGPT أو Meta AI العام الماضي ، مما يجعلهما الخيارين الأكثر شعبية. ومع ذلك ، فإن تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي هي شيء واحد ، ولكن استخدامها على أساس يومي هو قصة مختلفة تمامًا ، مع وجود اختلافات كبيرة بين البلدين.
في حين أن الولايات المتحدة وأوروبا تتباهى ببعض أكبر قواعد مستخدمي الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم ، من بين 73 مليون و 58 مليون على التوالي ، فإن الهند ، التي تضم عدد مستخدمي الذكاء الاصطناعي أقل بعشر مرات ، تتصدر في اعتماد الذكاء الاصطناعي العالمي. وفقًا لمسح أجرته Statista ، يعتمد الهنود على أدوات الذكاء الاصطناعي الجيل أكثر من غيرهم ، حيث قال 41٪ من المستطلعين إنهم يستخدمونها يوميًا. كما كان لدى البرازيل والمكسيك معدلات تبني أعلى من الولايات المتحدة وأوروبا ، بنسبة 33٪ و 24٪ على التوالي.
وفي الوقت نفسه، قال حوالي 20٪ من الأمريكيين إن أدوات الذكاء الاصطناعي كانت جزءًا من حياتهم اليومية، أي أقل مرتين مما كانت عليه في الهند. وكان لدى أكبر سوقين أوروبيتين، ألمانيا والمملكة المتحدة، حصص مماثلة من مستخدمي الذكاء الاصطناعي المتكررين بنسبة 21٪ لكل منهما. ومع ذلك ، من المحتمل أن يعتمد الناس في جميع هذه البلدان على الخدمات التي يحركها الذكاء الاصطناعي أكثر بكثير مما يشير إليه الاستطلاع. نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي مضمن في العديد من الأدوات اليومية ، فإن معظم المستخدمين لا يدركون حتى عدد المرات التي يتفاعلون فيها معه.
ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يتبنون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية على أساس يومي، ستنفجر قاعدة مستخدمي الذكاء الاصطناعي العالمية في السنوات التالية. ووفقًا لأحدث تقديرات Statista، سيتبنى أكثر من 600 مليون شخص أدوات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مما يدفع إجمالي عدد المستخدمين في مساحة الذكاء الاصطناعي إلى 952 مليون مستخدم. وهذا يعادل 220 مليون مستخدم أكثر مما كان متوقعا في العام الماضي. وعلاوة على ذلك، تظهر توقعات السوق نفسها سبع سنوات متتالية من تسارع نمو المستخدمين في المستقبل. ومع وتيرة النمو هذه، من المتوقع أن تتجاوز قاعدة مستخدمي الذكاء الاصطناعي العالمية 1.1 مليار بحلول عام 2031، وتنمو بأسرع ما يمكن مثل وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وحتى أسرع من الأيام الأولى للإنترنت.
وعلى المستوى المحلى نجحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى قرأة التغيرات فى مستقبل هيكل سوق العمل المحلى والعالمى بصورة جيدة من خلال اطلاق عدد من المبادرات والبرامج التى تستهدف تأهيل وإعداد الكوادر البشرية المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعي وكان أخرها مبادرة " الرواد الرقميون " والتى تستهف تدريب نحو 12 الف متدرب سنويا بجانب العمل على تشجيع الشركات الناشئه ورواد الاعمال وأصحاب الافكار التى تعتمد على توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول ابتكارية للعديد من التحديات لاسيما فى مجالات التعلمي والصحة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة .
أما على المستوى العربي أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية في جميع مراحل التعليم الحكومي في الدولة حيث غرّد الشيخ محمد بن راشد، عبر حسابه على منصة "إكس"، معلنا إدراج مادة الذكاء الاصطناعي من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، على أمل أن تتمكن الأجيال القادمة من اكتساب فهم عميق للذكاء الاصطناعي من منظور تقني.
وقال بن راشد في تغريدته: في إطار خطط دولة الإمارات بعيدة المدى لإعداد أجيال المستقبل لمستقبل مختلف، وعالم جديد، ومهارات متطورة، اعتمدت حكومة دولة الإمارات اليوم المنهج الدراسي النهائي لإدخال "الذكاء الاصطناعي" كمادة دراسية في جميع مراحل التعليم الحكومي في الدولة، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، ابتداءً من العام الدراسي المقبل منوها نُقدّر جهود وزارة التربية والتعليم في تطوير منهج دراسي شامل، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث نقلة نوعية في حياة العالم. معقبا: هدفنا هو تعليم أطفالنا فهمًا عميقًا للذكاء الاصطناعي من منظور تقني، مع تعزيز وعيهم بأخلاقيات هذه التقنية الجديدة، وتعزيز فهمهم لبياناتها وخوارزمياتها وتطبيقاتها ومخاطرها، وارتباطها بالمجتمع والحياة.
وتشير التقارير ان منهج الذكاء الاصطناعي ستغطي سبعة مجالات وهي: المفاهيم الأساسية، والبيانات والخوارزميات، واستخدام البرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات العملية، والابتكار وتصميم المشاريع، والسياسات والمشاركة المجتمعية كما سيضم المنهاج مواضيع مخصصة لكل فئة عمرية، إذ يشارك الأطفال في سن الرابعة في أنشطة بصرية وتفاعلية لاكتشاف الذكاء الاصطناعي من خلال اللعب، فيما سيقدم معلمون متخصصون دروس الذكاء الاصطناعي كجزء من مادة الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار وإلى جانب ذلك ستوفر وزارة التعليم أدلة شاملة، تتضمن أنشطة ونماذج وخطط دروس قابلة للتكيف مع مختلف بيئات الفصول الدراسية.
فى النهاية نؤكد ان دمج الذكاء الاصطناعي فى كاف المراحل التعليمية ولاسيما قبل الجامعية أصبح ضرورة لا اختبار اذا كنا نريد بناء جبل جديد من أولادنا يمتلك القدرات والمهارات الرقمية قادرعلى ملاحق التحولات التكنولوجية الجديدة والتعامل معها والاستفادة منها بما ينعكس ايجابيا على التنمية الاقتصادية ويعزز التنمية المستدامة