منصات المراقبة الاجتماعية .. والمصير المحتوم

  • نبضات

     

    بقلم : خالد حسن

    لطالما تغني الكثيرون ، وانا واحد منهم ، بالدور الإيجابي الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي العالمية " الفيسبوك وتويتر واليوتيوب " ومنصات الدردشة "  الواتساب والماسنجر " ومؤخرا منصة " تيك توك " بوصفها واحة للحرية والتعبير عن الرأي بدون ممارسة أي نوع من القيود او المعايير والضوابط التي يتطلبها الكثير من رسائل الاتصال والإعلام التقليدية والمتعارف عليها منذ قرون طويلة .

     

    بل وزايد البعض في أن ثورة الإنترنت والمحتوى الرقمي تم اختصارها في  وجود شبكات التواصل الاجتماعي العالمية ، مما دفع الكثير من مستخدمي الإنترنت إلى هجرة متابعة وزيارة المواقع الإلكترونية المنتجه للمحتوي ذو القيمة المضافة والتى كانت تشكل بالفعل رونقا للإنترنت كوسيلة لنقل وتبادل المعلومات بين البشر .

     

    إلا أن هذا الحلم يبدو أنه تحول إلى كابوس لكثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي كما حرصت مواقع التواصل الاجتماعي على تعقب تحركات المستخدمين وتجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية عنهم لكن الأرقام تقول إن بعضها يجمع معلومات أكثر من غيرها اذ وفقا لدراسة جديدة أجرتها شركة "إنترنت 2.0" ، الأمر يكية الأسترالية للأمن السيبراني ، احتل منتجا "ميكروسوفت" الشهيران،                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            "Teams" و "Outlook"، بالإضافة إلى تطبيقات إنستجرام وتويتر وسنابشات، المراتب الثمانية الأولى من بين 22 شركة كبرى تجمع أكبر قدر من البيانات.

    ويعتبر فيسبوك من أفضل الشركات بسبب العدد المحدود من تحذيرات التعليمات البرمجية وتم تصنيف فيسبوك كواحد من أفضل الشركات بسبب العدد المحدود من تحذيرات التعليمات البرمجية فيه، رغم وجود عدد كبير من طلبات الإذن واحتلت المرتبة الثانية في قائمة مواقع التواصل التي تجمع أكبر قدر من المعلومات عن المستخدمين منصة “VK”، وهي أكبر شركة إنترنت في روسيا، مع تسجيل 13 أداة تعقب فيها أما ثالث أكثر التطبيقات جمعا للبيانات، فهو "Viber Messenger"  الذي يضم أكثر من مليار مستخدم، حيث ظهر أنه يحتوي على 11 أداة تتبع و28 إذن خطر.

    ونوهت الدراسة الى ان تطبيق  " Microsoft Teams "فيضم 4 أدوات تعقب لكن عدد طلبات الأذونات مرتفع وكان لدى Microsoft Teams ، المشهورة بمكالمات العمل الجماعية، أربع أدوات تعقب، لكن عدد طلبات الأذونات كان مرتفعا.

    وصنفت الداسة تطبيق " تيك توك " كأكثر تطبيق تواصل اجتماعي يجمع بيانات عن مستخدميه يعد تطبيق تيك توك يضم ضعف عدد أدوات التعقب من المصدر مقارنة بالتطبيقات الأخرى حيث يمتلك تيك توك، الذي يضم نحو مليار مستخدم نشط في جميع أنحاء  العالم ، ضعف عدد أدوات التعقب مقارنة بمتوسط التطبيقات الأخرى ويستخدم تيك توك بيانات حول المستخدمين لضبط خوارزمية واجهة التطبيق.

    ووفق للدراسة، يجمع برنامج التتبع الخاص بـتيك توك بيانات حول المستخدمين لضبط الخوارزمية التي تدير واجهة التطبيق، ولكن يمكنه أيضا جمع معلومات بشأن شبكة الإنترنت المستخدمة وشريحة الهاتف.

    ومن ثمة تأتي نتائج هذه الدراسة وسط جدل مستمر بشأن كيفية توظيف المعلومات، التي تجمعها شركات التواصل الاجتماعي لاسيما وان كافة هذه الشبكات والتطببيقات تشترط على المستخدمين الموافقة على للدخول إلى ملف الصور لدي، وإلى الميكروفون لدي، وإلى كل الخواص لدي داخل اجهزتهم الالكترونية سواء هواتف ذكية أو نوت بوك او اجهزة الكمبيوتر المكتبى .

     فى اعتقادي أن مثل هذه التوجهات الحالية لمنصات التواصل الاجتماعي العالمي هي بداية النهاية لها ، وهذا ما اتضح جليا من تكتل بعض الدول الأوروبية وامريكا وكندا واستراليا فى حظر تطبيق تيك توك فى كل المؤسسات الحكومية لدواعي التجسس والأمن القومي الذى يمكن أن يقوم به هذا التطبيق  ،  فكما عدد لها انفجار في عدد المستخدمين وهجر البشر وسائل الاتصال والاعلام التقليدية ، نتيجة التزام بهذه الوسائل بسياسات معينة للتحرير والعمل وتقديم المحتوي ، فاننا نشهد الان تكرار هذه النموذج من جانب منصات التواصل الاجتماعي العالمى بل والاخطر هو قيام هذه المنصات بالتجسس على المستخدمين واستغلال بياناتهم وتحويلها الى معلومات مفيدة يتم ترجمته فى صورة حملات اعلانية رقمية تثمر فى النهاية عن جنيها عشرات المليارات من الدورات لصالح هذه الشبكات وفى النهاية تهدد المستخدمين اذا لم تلتزم بكل ما اريده منكم فسوف تقوم بطردهم خارج جنة العالم الافتراضي الملىء بالاكاذيب والتضليل والاستغلال .

     

    فى النهاية اؤكد أن منصات التواصل الاجتماعي العالمية تسير بسرعة الى مصيرها المحتوم وهو الاندثار والتراجع ، فدوام الحال من المحال ، لاسيما فى هذا الدور الاحتكاري السلبي الذى تمارسه هذه المنصات لوأد وموت أى أفكار ابتكارية جديدة تسعي أي أن ترى النور فيكون مصيرها ا الاستحواذ عليها من قبل هذه الكيانات الضخمة او استخدام الإمكانيات المالية والفنية لعدم خروج هذه الافكار الى منصات جديدة منافسة الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات المشروعة حول مستقبل هذه المنصات.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن