"سيتي ويلث" تصدر تقريرها العالمي لمكاتب العائلات لعام 2025

  •  

    الأولويات الكبرى تتمثل في: تعزيز مرونة المحافظ الاستثمارية، ومواجهة النزاعات التجارية العالمية، وتلبية احتياجات العائلات

    منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا سجّلت أعلى نسبة من العائلات المؤسِّسة للثروات (56%)، ما يعكس عودة قوية لمسيرة تكوين الثروات.

    أصدرت "سيتي ويلث" تقريرها العالمي لمكاتب العائلات للعام الجاري 2025، لتقدّم من خلاله إطلالة غير مسبوقة حول توجهات وسلوكيات نخبة المستثمرين حول العالم. وتم إعداد هذا التقرير من قبل فريق مكاتب العائلات العالمي لدى "سيتي ويلث"، حيث يتعامل مع أكثر من 1,800 مكتب عائلي في مختلف أنحاء العالم.

    ومع استمرار حالة الغموض وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية، والتوترات الجيوسياسية، والتحولات التكنولوجية، يتناول هذا التقرير الرائد عدداً من القضايا، ومن أبرزها مزاج المستثمرين، واستراتيجيات إدارة المحافظ الاستثمارية، وأفضل الممارسات التشغيلية. واستند التقرير إلى استطلاع سنوي شمل رقماً قياسياً بلغ 346 مكتباً عائلياً من 45 دولة، وأُجري خلال شهري يونيو ويوليو 2025، ليتم تسليط الضوء على التغيرات في التوقعات والاستراتيجيات منذ إعلان الرسوم الجمركية الأميركية في وقت سابق من العام الجاري.

    وقال هانيس هوفمان، رئيس مجموعة مكاتب العائلات العالمية لدى "سيتي ويلث": "يمكن القول إننا نعيش أوقاتاً استثنائية لمكاتب العائلات حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث بات يُنظر إلى النزاعات الإقليمية على أنها أقل خطورة مما كانت عليه العام الماضي. وتستمر نسبة مرتفعة من العائلات المؤسِّسة للثروات، أي الجيل الأول في تكوين الثروة، في السيطرة على ثرواتها، الأمر الذي يعكس حيوية متجددة لخلق الثروات في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تدفقاً ملحوظاً للأثرياء القادمين من الخارج، مما يؤدي إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي لمكاتب العائلات. إن هؤلاء العملاء المتميزون يبحثون باستمرار عن طرق جديدة لتلبية التوقعات المتزايدة لعائلاتهم. وفي هذا الصدد، نعرب عن فخرنا بالشراكة معهم، معتمدين في ذلك على الحضور العالمي لمجموعة سيتي، وإمكاناتها الواسعة، لتمكينهم من اقتناص الفرص، وتحويل طموحاتهم إلى إنجازات ملموسة".

    وتالياً أبرز المحاور التي كشف عنها هذا التقرير:

    ·      الأجيال المسيطرة على الثروات: سجّلت أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا النسبة الأعلى من العائلات المؤسِّسة التي لا تزال تتحكم بثرواتها (56%)، بينما تصدرت آسيا والمحيط الهادئ في الجيل الثاني (43%)، ما يشير إلى نضج السوق هناك.

    ·      المخاوف الجيوسياسية: برزت النزاعات التجارية العالمية كأعلى مصدر للقلق بنسبة قدرها (60%)، تلتها العلاقات الأميركية – الصينية (43%)، ثم عودة الضغوط التضخمية (37%). كما أن التوترات الجيوسياسية والمبادرات الحكومية لجذب رؤوس الأموال، تدفع إلى إعادة النظر في مواقع الأصول والولايات القضائية.

    ·      قدرة المحافظ الاستثمارية على التكيّف: ظلت توزيعات الأصول شبه مستقرة، مع تسجيل تحركات/ تغييرات بنسبة أقل مقارنة مع نتائج العام الماضي، بانتظار وضوح أكبر في السياسات التجارية. أما بالنسبة إلى المستثمرين الذين أعادوا صياغة استراتيجياتهم، كانت التوجهات الإيجابية هي السائدة، خصوصاً في رأس المال الخاص.

    ·      نظرة متفائلة: أبدت مكاتب العائلات تفاؤلاً بشأن عوائد محافظها خلال 12 شهراً، رغم تباين الآراء حول فئات الأصول التي ستقود الأداء. ويُعزى هذا التفاؤل إلى التوقعات التي ترجّح احتمال تخفيف التشريعات الأميركية، وخفض أسعار الفائدة، والتطورات السريعة التي قد يشهدها مجال الذكاء الاصطناعي.

    ·      إجراءات نشطة للتعامل مع تقلبات السوق: أدت الرسوم الجمركية الأميركية إلى تحركات سريعة ومدروسة لتعزيز مرونة المحافظ، حيث فضّل 39% من المكاتب الإدارة النشطة. كما اتجهوا إلى الاستثمار في أصول ذات انتشار جغرافي أوسع، وأدوات تُعد أكثر تحصيناً ضد المخاطر، إضافة إلى توظيفهم استراتيجيات التحوط.

    ·      التزام قوي بالاستثمارات المباشرة: أفاد 70% من المشاركين بانخراطهم في الاستثمارات المباشرة، وأكد 40% منهم أنهم زادوا نشاطهم بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، ما يعكس ثقتهم في اختيار صفقات من شأنها أن تحقق عوائد قوية.

    ·      وجود ثغرات في الاحترافية والكفاءة المهنية: رغم التقدم في الكفاءة والاحترافية المتعلقة بإدارة الاستثمارات، لا تزال المؤسسات مطالَبة بتعزيز قدراتها في إدارة المخاطر التشغيلية، والأمن السيبراني، وإرساء خطط واضحة للخلافة القيادية.

    ·      الاستعانة بمصادر خارجية: تتنامى توجهات المكاتب العائلية نحو الاستعانة بمصادر خارجية لتلبية احتياجاتها الخدمية، بما في ذلك إدارة مسؤولياتها المتزايدة بكفاءة، لكن سلطة اتخاذ القرار تبقى داخل العائلة إلى حد كبير.

    ·      التقدم في اعتماد الذكاء الاصطناعي: تضاعفت نسبة المكاتب التي بدأت بتطبيق الذكاء الاصطناعي مقارنة بالعام الماضي، خصوصاً في أتمتة العمليات وتحليلات الاستثمار، لكن التكامل الكامل سيستغرق وقتاً.

    وأظهر الاستطلاع أن الغالبية الساحقة من المشاركين يتوقعون ارتفاعاً في محافظهم خلال العام المقبل، في حين توقّع 40% منهم تحقيق عوائد تفوق نسبتها 10%. لكن المزاج تجاه فئات الأصول الفردية كان أقل إيجابية مقارنة باستطلاع العام الماضي 2024.

    وقالت داون نوردبرغ، رئيسة قسم التواصل المتكامل مع العملاء في "سيتي ويلث": "تواصل مكاتب العائلات حول العالم التركيز على الاستثمار المباشر، في سياق سعيها الدائم إلى توسيع انكشافها على التقنيات التحويلية المستقبلية والشركات الجاذبة من حيث القيمة في مختلف القطاعات. ويوجد لدينا فريق متخصص يعمل جنباً إلى جنب مع خبراء بنك سيتي الاستثماري العالمي، لتمكين عملائنا من الوصول إلى فرص فريدة في جمع رؤوس الأموال الخاصة، وإعادة هيكلة المحافظ من خلال التخارج من الأصول، والرؤى الاستراتيجية عبر الصناعات والقطاعات الجغرافية".

    أما بخصوص المخاطر التي قد تواجه مكاتب العائلات، فقد أشار 70% من المشاركين إلى أن المخاطر الاستثمارية تأتي في المقدمة، تلتها المخاطر التشغيلية (37%)، ثم أنواع أخرى من المخاطر المرتبطة بالعائلة (33%). ورغم الجهود المبذولة من قِبل العديد من المكاتب لتعزيز إدارة المخاطر، فقد أقر نصفهم تقريباً بأنهم غير مستعدين بشكل كافٍ لمواجهة التهديدات السيبرانية والأمن الشخصي والمخاطر الجيوسياسية، مع استمرار قيود الموارد كعائق رئيسي.

    وقال ألكسندر مونييه، رئيس الاستشارات العالمية لمكاتب العائلات لدى "سيتي ويلث": " يكشف استطلاعنا عن تحقيق مكاتب العائلات تقدماً مستمراً، خصوصاً في وظائف الاستثمار. لكنه يسلط الضوء أيضاً على الحاجة إلى تطوير مجالات أساسية، ومن أهمها إدارة المخاطر واستقطاب الكفاءات للخدمات غير الاستثمارية. ومن شأن النتائج التي توصلنا إليها أن تساعد في صياغة نقاشات تُمكّن هذه المكاتب من تعزيز هيكليتها، وإعداد قادة المستقبل، وصون وتنمية ثرواتها عبر الأجيال".

     

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن