غواص فى بحر التكنولوجيا التكنولوجيات المساعدة (Assistive Technologies)

  • بقلم / د  محمد عدلى

    وما زلنا فى محاولة الربط بين التكنولوجيا والمجتمع ولفت الانتباه إلى أن الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات يمكنها أن تسهم فى تطور المجتمع وحل مشكلاته وتوفير حياة أفضل، وهذه المرة سيكون الحديث عن فئة ذوى الاحتياجات الخاصة والتكنولوجيات المساعدة لهم (Assistive Technologies) والتى يمكن أن تساعد على تخفيف معاناتهم وتؤهلهم للاندماج التام فى المجتمع كأفراد عاملين منتجين ومساهمين فى مسيرة التنمية لبلادهم وترأب أى صدع بين ما لهم من حقوق وبين ما للأسوياء من نفس الحقوق والواجبات كذلك وهو مايمكن أن نراه واقعا فى الدول المتقدمة.

    نعم يمكن للعديد من التطبيقات التكنولجية العديدة أن تقدم يد العون لذوى الاحتياجات الخاصة من المعاقين حركياً أو حسياً (سمعياً أو بصرياً) أو ذهنياً (مثل مرضى التوحد) بما يؤدى إلى أن يحيوا بيننا حياة طبيعية لا تختلف عن حياة الأسوياء فى أى شئ. فمثلا يمكننا أن نرى اليوم الكثير من تطبيقات الهاتف المحمول التى تساعد المكفوفين على القراءة باستخدام القارئ الصوتى أو تطبيقات التعرف على العملات وفئاتها كذا تطبيقات تعليم لغة بريل للقراءة. كما يمكن للمعاقين سمعيا أن يتواصلوا فيما بينهم باستخدام الاتصالات المرئية للهاتف المحمول والمتاحة الآن مع التطور المنتظر لسرعات الاتصال وذلك بما يسمح لهم بالتواصل باستخدام لغة الإشارة عبر كاميرات وشاشت هواتفهم. كما تتيح التكنولجيا العديد من الوسائل التى تساعد مرضى التوحد على التعلم وتنمية القدرات والمهارات وذلك من خلال برامج التعلم الإلكترونية وتطبيقاتها المختلفة التى تتناسب مع أعمارهم وقدراتهم الذهنية وتتوائم مع ظروفهم بل وتجعل من التعليم عملية محببة إليهم من خلال دمجها بالألعاب الإلكترونية الجذابة فيما يعرف بالتعلم الترفيهى Edutainment. أما المعاقين حركياً فيستطيعون تأدية العديد من الخدمات عن بعد باستخدام تكنولوجيات الاتصال ودون الحاجة إلى الانتقال من مكان إلى آخر وهو الأمر الذى يصعب عليهم فى كثير من الأحيان.

    التكنولوجيا كذلك يمكنها أن توفر فرصة عمل كريمة للعديد من ذوى الاحتياجات الخاصة، فالعمل فى مراكز الاتصال Call Centers وكذلك تطوير البرمجيات والتسويق الرقمى وغيرها كلها من الأعمال التى يستطيع العديد من المعاقين بأى نوع من الإعاقة تأديتها وتلقى الأجر عليها بما يضمن لهم مصدراً للرزق ويفتح لهم الباب نحو تأهيلهم كأفراد عاملين منتجين ومساهمين فى مسيرة التنمية لوطنهم ويساعدهم بشكل كبير على الاندماج فى المجتمع والحياة بين أفراده بشكل طبيعى الأمر الذى يؤدى وبكل تأكيد إلى رفع روحهم المعنوية ودعمهم فى مواجهة الإعاقة التى أراد الله لهم أن يبتلوا بها،ومن يدرى فربما كان هذا الابتلاء ولهم ولنا معهم لنكون عوناً لهم عليه او لا نكون.

    حاولت من خلال هذه السطور أن أضرب بعض الأمثلة البسيطة لما يمكن للتكنولوجيا أن تقدمه لذوى الاحتياجات الخاصة ولكن لا يمكننى فى هذه المساحة الضيقة أن أحصر كل الإمكانات الضخمة التى يمكن أن للتكنولوجيا تساعدهم بها سواء بشكل مباشر أوغير مباشر، كما لا أملك فى الختام إلا أن أشير إلى أن حضارة المجتمعات ومدى تقدمهم إنما تقاس الآن بمدى احترامهم لهذه الفئة من الأفراد الموجودين بينهم وهى فئة ذوى الاحتياجات الخاصة. كما يجدر بنا فى النهاية أن نشير إلى واحد من أهم مواقع تقديم الخدمة لهم وهو http://www.tamkeen.gov.eg



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن