و ماذا بعد الابتكار ؟

  •    بقلم:د/غادةعامر

    عقد يوم الاربعاء الماضي معرض ومؤتمر " مصر تخترع" ، الذي تنظمة نقابة المخترعين المصريين، تلك النقابة التي انشأتها دكتوره مصرية مبدعه و مبتكره الدكتوره هبه عبدالرحمن، التي فكرت في انشاء هذة النقابة التي تضم الان نحو 500 مخترع، بهدف مساعدة المبتكرين وتقديم العون لهم معنويًا بشتى الطرق و مساعدتهم في تحضير ملفات براءات الاختراع، وإكسابهم خبرة التعامل مع برامج الكمبيوتر وكيفية تسجيل براءة الاختراع. اي لكي تحل لهم كل المشاكل التي قابلتها هي نفسها لكي تنفذ و تحافظ و تسوق ابتكارها ، بل و لتكمل لهم كل جوانب النقص العلمية و التدريبية التي يمكن ان تكون لديهم حتي تري ابتكراتهم النور.

    لقد قدم المؤتمر أفكاراً إبداعية و ابتكارية متنوعه  في مجالات عده، لقد كان شكل العارضين و المشاركين مبهج، و عندما تتحدث مع أحد منهم و هو يعرض فكرته، تري علي وجهه طاقات ايجابية و حماس فوق العادة، و تشعر باستعداده التام للعمل علي تطوير فكرته بما يفيد المجتمع بشكل فعال، و تشعر بطموح لا حدود له، و لهفه في ان يهتم بابتكاره أحد من الحضور و يتبناه ليظهر للوجود، و ليكللما وضعه من مجهو نفسي و فكري و مادي بالنجاح.

    لكن بالرغم سعادتي البالغة  بما رأيته من مواطنين شرفاء يحاولون تصدير الحلول بدلا عن البحث عن المشاكل،الا انني انتابني شعور قوي  بالحزن،لانني أعلم من خبرات سابقة – و ان شاء الله تتغير هذة المره- بأن أفكارهم التي بذلوا الوقت والجهد في سبيل تخطيطها و تنفيذها و دراسة وإخراجها إلى الوجود سوف تذهب مع الرياح بمجرد انتهاء المعرض!

    ان من أهم أدوار المواطن الصالح هي المُساهمة في خِدمة المجتمع المحلي، و العمل على بناء الوطن ورفعته، و أنا اري ان كل شخص حاول ان يقدم ابتكار مواطن صالح ، لانه يحاول القيام بواجبه نحو وطنه و امته علي أكمل وجه، بتقديم حلول نوعية  لتقوية وطنه اقتصاديا و اجتماعيا و حتي عسكريا، و الان جاء دور الدولة و المجتمع لتفعيل و لدعم هؤلاء المبتكرين و دعم ابتكاراتهم.

    ان كل ما قدم في المعرض من ابداعات و ابتكارات ما هي الا مواد خام قيمة، تحتاج الي تصنيع و تسويق، تحتاج الي مصانع الأفكار، و هذا للاسف مازال غائب في مجتمعنا، لقد عرف الغرب أهمية دعم الابتكار و المبتكرين منذ عدة قرون ، خاصة بعدما استطاعت الحضارة الاسلامية في العصر الذهبي لها ان نشأ  أكبر إمبراطورية عرفتها الحضارات بدعهما للابتكار المحلي و بنشر ثقافة العلوم بين كل ابناء هذة الامبراطورية

    لذلك اهتم الغرب  بأكمال حلقات الابتكار، ووضعوا نظام لتنتقل الفكرة من المبدع الي المخترع الي المبتكر، الي هيئة او مؤسسة او قطاع لتسويق الابتكارات ،  و كل هذا بدعم من الحكومه و المجتمع. اما في منطقفنا مازلنا نحاول ، نعم كان هناك الفتره الماضية مجهودات من الدوله و مسؤوليها لدعم الابتكار الوطني و المبتكرين ، إلا أن نتائج هذة الجهود كانت لا تذكر مقارنة بالنتائج المرجوة. بل وللاسف في بعض الاحيان اتسم بعضها بالصفة الاحتفالية للظهور امام القيادة السياسية انني كمسؤول ادعم المبتكرين، و بعد انتهاء التصوير الاعلامي و انتهاء الحفل، لا تسمع شيء عن اي دعم او تحفيز او حتي ذكر للمبادرة او للمبتكرين.

    أن كل من شارك  في معرض مصر تخترع  أدى ما عليهم من دور و جاء الان دور القيادات الذي هو الاساس الذي يضمن استكمال حلقات دعم الابتكار و المنتج الوطني  ، لصالح ليس دعم المجتمع و الوطن فقط ،بل لصالح القياداتأنفسهم حتي تكون انجازاتهم واضحة  و مشرفه و يشهد بها التاريخ، ليبقوا علي الكراسي الحقيقية الباقية لا الكراسي المؤقته!

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن