أوراق تكنولوجية اختراق " 1 – 4 "

  • بقلم : محمد حنفي

    قبيل النوم بدأت ممارسة عادتي اليومية  في القراءة بعد يوم طويل أمام شاشات الكمبيوتر بحكم عملي في تطوير تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، وما أن جلست على مقعدي المفضل رن جرس الموبايل محاولاً اغتيال الهدوء الذي  ساد البيت بعد نوم ابنتي الصغيرة وزوجتي، فسارعت لالتقاط الموبايل لإيقافه وإسكات عاصفة التساؤلات والسيناريوهات التي عصفت بذهني، ولم أستطع تجاهل المكالمة فقد كانت لصديقي منذ أيام الدراسة المهندس الخلوق الذكي المجتهد حسن إسماعيل الذي دائما يقدم يد العون للجميع، وما كانت أخلاق صديقي تسمح له الاتصال في هذا التوقيت إلا لأمر جلل، وبدأت المحادثة بصوت منخفض حتى لا تصحى ابنتي.

    - حسن: آلو

    - أنا: اهلا يا حسن ايه أخبارك؟

    - حسن: آسف جدا جدا جدا والله إني بتصل بك في وقت زي ده بس مستقبلي كله بيضيع وأنت الوحيد اللي حتقدر تنقذني

    - أنا: خير إن شاء الله طبعا أنا تحت أمرك في اي حاجة أقدر اعملها

    - حسن: ممكن أقابلك دلوقتي

    - أنا: دلوقتى؟!

    - حسن: والله أنا في قمة الخجل يا باشمهندس بس الموضوع مهم وانا تحت البيت حالياً.

     ما كانت جملتى الأخير سؤال استنكاري ولكن استفسار فقد كاد قلقى على حسن يقتلنى بسبب كلماته وصوته المقهور ولم أكن مستعد انتظر الصباح حتى أعرف ما أصاب صديقي.

     شركتى الخاصة في نفس العمارة التي أسكن فيها  وتقابلت سابقا مع حسن فيها كثيرا خلال فترة تطوير نظام وموقع للشركة التي يعمل بها، فطلبت منه أن يصعد إلى الشركة وقد منعني القلق من تغيير ملابسي، ونزلت إلى الشركة وعند فتح باب الأسانسير وجدت حسن منهكا زائغ البصر ورجل أمن العمارة الذي صعد معه.

    فدخلت الشركة بعد سلام سريع مع حسن. وأثناء اتجاهه للجلوس في حجرتي بدأ يقول:

    - والله أنا آسف جدا ياباشمهندس أنا تحت في الشارع عندك من المغرب، من 6 ساعات وأنا متردد أكلمك، 6 ساعات وأنا رايح جاي في الشارع لغاية ما البوابين ورجال أمن العمارات شكوا فيّ، ولما سألنى واحد منهم فيه حاجه؟، قلت مبدهاش وكلمتك.

    - انا: يا حسن انت أخويا وأهلا بك في أي وقت.

    - حسن: ده عشمي فيك والله يا باشمهندس.

    - أنا: قلقتنى عليك يا حسن خير.

    - حسن: عارف عماد فوزي ـ مدير المشتريات في الشركة اللي أنا شغال فيها.

    - أنا: طبع أعرفه.

     لم أزد عن تلك الجمل فأنا أريد اسمع من حسن، ولكن لى مواقف عديدة مع عماد فوزي فقد لمح لي بأكثر من شكل إنه يريد لاب توب أو موبايل كهدية خلال الأربع سنوات السابقة من أول التعاقد وحتى آخر فاتورة أرسلتها للشركة ولم التفت له وفي المقابل لم يترك طريقة لتعطيل حصولنا على مستحقاتنا إلا وكان لها منفذ.

    - حسن: البني آدم ده فيه مشاكل كتير بيني وبينه بسبب المشتريات والمواد الخام اللي بيجيبها من الموردين بتكون غير مطابقة للمواصفات ولما بعترض على استلامها بيكون عنده ألف حيلة وحيلة علشان تعدي ونستلمها، ومع الوقت بقيت عارف حيله وقدرت أمنع أي فساد أو تلاعب، وبقيت زى اللقمة في زوره.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن