تقنيات غسل الادمغة التي يطبقونها عليكم الان

  •        بقلم :  د/ غادة عامر

     

    إن عملية غسيل الادمغه ليست بالخيال العلمي و لا يشترط فيها التنويم المغناطيسي الذي جاء في كثير من الافلام السنمائية، بل هي حقيقية و واقع وعلم قائم علي بحوث علمية، و هناك الكثير من التقنيات المجربة والحقيقية التي يمكن لأي شخص استخدامها لتجاوز جزء التفكير في دماغك و أدخال ما يريد و بعمق و دون ان تشعر تتحول الي تابع لاوامره!

    أن عملية غسيل الادمغة و المعروفة ايضا بأسماء مختلفة مثل، السيطرة علي العقل ، مراقبة الدماغ، التحكم في العقل، الاقناع القسري ، التحكم في الافكار ، أصلاح الفكر ، أعادة تعليم الدماغ و غيرها من المسميات المعروفة لدي الكثير ممن يعمل في هذا الحقل، عرفت علي أنها مفهوم "أن العقل البشري يمكن أن يتغير أو يسيطر عليه عن طريق البعض، ويقال إن السيطرة على العقل تقلل من قدرة الشخص على التفكير الابداعي أوالنقدي أو المستقل،  للسماح بإدخال مفاهيم وأفكار جديدة غير مرغوب فيها في ذهن الشخص،  وكذلك لتغيير مواقفه وقيمه و معتقداته الي حد يصل الي ان يصبح الشخص مغيب او غير مدرك لما يقوم به" .

    لقد استخدم مصطلح " وليس التقنية" غسل الدماغ لأول مرة في الولايات المتحدة في الخمسينات، خلال الحرب الكورية، لوصف الأساليب التي يطبقها الشيوعيون الصينيون في محاولاتهم لإحداث تغييرات سلوكية عميقة ودائمة في السجناء الأجانب، وتعطيل قدرتهم في التفكير. وقد شوهد الإقناع القسري أثناء محاكم التفتيش، وفي محاكمات  ضد ما سمي "بأعداء الدولة" في الاتحاد السوفيتي. وكانت الأوصاف تقتصر على الاجراءات الملموسة لتقنيات محددة. لكن بعد ذلك ، جاء مصطلح "غسل دماغ" لتطبيقه على أساليب أخرى للإقناع القسري في السلم و الحرب، بل و بات يستخدمفي الدعاية و الاعلان التجاري لاجبار المستهلك علي شراء منتج معين دون ان يدرك انه مسيطر عليه من قبل تلك الشركات. و في  الصين اطلق علي عملية غسيل الادمغة مصطلح "السينغ زو زاو" (الإصلاح الفكري) من قبل الحزب الشيوعي الصيني، حتي يتقبل المجتمع هذه العملية و لا تواجه باي نقد!

    أن عملية غسيل الادمغة تطبق الان علي كثير من المجتمعات و خاصة مجتمعنا العربي، وتنفذ بمجموعه من الممارسات الممنهجة و المخطط لها، و ابلغ دليل ما يحث من حوادث ارهابية من افراد ينتموا لنا ضدنا، و من الغباء ان نظل نقنع انفسنا ان هذا شيئ خيالي و غير موجود، سوف اسرد في مقالي هذا بعض من هذة الممارسات، و بالباقي في المقالات الاحقة، وسوف اترك لكم الحكم النهائي فيما كنا حقا يطبق علينا اساليب غسيل الادمغه ام اننا و ابنائنا و اوطاننا في أمان.  

     أن من اساليب غسل الادمغه ، جعل المجتمعات تردد شعارات و جمل معينه بشكل دائم و مستمر، في وسائل الاعلام و المنصات الاجتماعية و التجمعات و في كل مكان، و يا حبذا لو يطلب من الجماهير ترديدها بشكل حماسي، ان تريد اي شعارات ثابته (حتي لو ظاهرها خير)، سوف تجعل المجتمع حبيس لهذة الشعارات، لدرجة انه سوف يقتنع انه بدون هذة الشعارات لن يعيش و انه بائس ان لم تحقق، ومهما حدث من حوله اصلاحات لن يراها لانه برمج عقله ان لا اصلاح بدون تحقيق هذة الشعارات (باسمها اللفظي)، و بالتالي سوف ينشغل بها و لن يفكر أبدأ في المشاكل و التهديدات الحقيقية التي حوله و تتربص به، بل وسوف يقتل اي فكر ابداعي داخله، و تسمي هذة التقنية بتقنية "وقف التفكير". حيث ان هذة التقنية تقوم علي تعطيل الجزء التحليلي في الدماغ بسبب وجود اصوات متكرره حوله، جرب مثلا ان تحل مسأله و اخر يطلب منك تكرار اي جمل اثناء حل المسأله، هل سوف تستطيع؟، لذلك تجد السياسين و القادة يدسون البعض داخل الجماهير ليطلقوا الشعارات او للتصفيق  لسد الثغرات في احاديثهم ، حتي لا تكون هناك فتره من صمت تعطي عقل الجماهير فرصة للنظر بعناية فيما قاله المتحدث. و بنفس الفكره قامت عملية "التأمل" ، هي عملية الهدف منها تنظيف العقل و تهدئته من الاصوات الخارجية المزعجة التي تعيق عملية التحليل و الابداع داخل العقل.

    ايضا من التقنيات المفيده في غسيل الادمغة ، الدخول الي عقلك الباطن باستخدام التقنيات الحديثة و خاصة الانترنت، مثلا بأستخدام بعض العناوين التي تكتب بطريقة معينه للتأثير علي عقلك الباطن، و خاصة ان معظمنا و للاسف لا يقرا الموضوع بالكامل و ان قراه لا يحلله او يبحث عن مصدره،  فيمكن اصاغة العنوان للغرب بشكل "ما علاقة العرب بالارهاب؟ "، و بالتالي هو عمل ربط غير مباشر في العقل الباطن بين العرب و الارهاب في العقل الغربي ، و هذة العملية يطلق عليها عملية "فقدان الذاكر" ، لانه ممكن للفرد الغربي ان يكون يعرف عرب و علاقته بهم جيده ، و لكن خبر كهذا خزن في العقل الباطن "لان العقل الباطن لا يخزن الا المعلومه التي بها الاثاره و سوف يتكون صوره ذهنية صعب تغيرها في عقله ، ان العرب ارهابيين ، و ذلك دون ان يعلم كيف و لماذا ارتبطت هذة الفكره داخله!

    وفي عصرالمعلوماتية، اصبح هذا أمر سهل و شائع، أن قطعة من المعلومات - مثلا، شائعة قبيحة عن شخص او مجموعه او عرق - يمكن أن تقدم بكل الاشكال (علامة استفهام، إسناد إلى مصدر شاذ، كلمة "غير مؤكدة") في عنوان او في هيئة خبر بسيط، يمكن ان تزرع في الدماغ ، لان الدماغ لا يذكر الا الشائعات القبيحة و ينسي اي حقائق، و للاسف نحن ليس فقط تغسل ادمغتنا بل و دون وعي نساعد علي غسل ادمغة أخرين عن طريق اعادة النشر لمثل هذة الاخبار !!!!

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن