بناء جيل قادر على التعاطف مع محيطهم.. بين الواقع والمأمول

  • بقلم : تانيا سباسوجيفيتش

     المدير العام لحضانة أورا للمستقبل

     

    التعاطف من العناصر الضرورية للتطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال، وكمعلمين وأولياء أمور، من الضروري غرس هذه القيم في تعليمهم في السنوات الأولى. ما هو التعاطف؟ بعبارات مبسطة، التعاطف هو الارتباط الوجداني بالآخرين، إنه القدرة على الإحساس والتعرف والتجاوب مع احتياجات ورغبات الآخرين.

    وفي عصرنا هذا، يعتبر التعاطف مهارة ضرورية للأطفال خلال سنوات تعليمهم الأولى. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال القادرين على مراعاة مشاعر الآخرين، يكتسبون سلوكاً أكثر ايجابية ويصبحون مواطنين مسؤولين في المستقبل. وعندما ينمي الأطفال التعاطف، لا ينجحون فقط في المدرسة والحياة، بل يؤثرون في مجتمعاتهم بشكل إيجابي وغير اعتيادي.

    وإليكم بعض الأفكار السريعة التي يمكن إستخدامها في تعزيز التعاطف في الحياة اليومية للأطفال.

    أن يتاح للطفل فرصة استكشاف تجارب جديدة – لتشكيل شخصيات أطفال المستقبل، يجب أن يتعرفوا على التكنولوجيا الحديثة والأفكار المستقبلية والتجارب العاطفية. وكلما مر الطفل بالتجارب وتعلم كلما فهم العالم أكثر ومارس التعاطف في حياته اليومية.

    لنترك الطفل يتعلم من الحكايات: في السنوات الأولى تكون القصص والحكايات من أفضل أنواع التعليم الايجابي. أخبروا الأطفال عن حكايات خياراتكم وإخفاقاتكم ومغامراتكم حتى يتعلموا من الحكمة ويفهموا كيف يكون التعاطف في مثل هذه المواقف لأنفسهم وللأخرين.

    دعوا الطفل يتعلم من خلال المنصات الرقمية – تعمل المنصات الرقمية على تغيير الكيفية التي نعيش بها ونعمل. وتمثل بعض هذه المنصات أدوات رائعة للأطفال للتعلم، ومع ذلك، يجب أن يكون ذلك محدوداً بقدر الإمكان. وإذا كان الوالد والابن يشاهدان شيئاً مزعجاً على التلفاز مثل نشاط غير قانوني أو تصرف غير أخلاقي، يجب أن يتحدث الأب مع طفله عما شاهده وكيف جعله يشعر.

    دعوا الطفل يشعر بالرعاية والحب – لضمان أن الطفل ينمي الإحساس بالتعاطف لديه، فمن الضروري أن يشعر بالحب والرعاية والفهم. ويجب تقدير واحترام الطفل بصرف النظر عن الإنجازات الخارجية للتواصل عاطفياً وتنمية التعاطف. ويمكن للمحيط الايجابي أن يساعدهم في إدراك قيمتهم الذاتية ويكونون أكثر اهتماماً واستمرارية.

    دعوا الأطفال يعرفون أن التعاطف ينمو باستمرار – التعاطف ليس سمة ثابتة، بل يتطور بمرور الوقت. علّموا الأطفال أنه كلما تدربوا أكثر كلما أصبحوا أفضل في فهم أفكار ومشاعر الآخرين. ودعوهم يتعاملوا مع العالم بإيجابية وشجعوهم على الاستفسار والفضول والمرح.

    دعوا أطفالكم يفهمون أهمية المواطنة الإيجابية من خلال  النمذجة:  حيث أن الوالدين هم المعلمين، فإنه من الضروري أن يقوما بتعليم الأطفال في السنوات الأولى نمذجة التعاطف من خلال مساعدتهم في التواصل مع الأخرين المحتاجين وإبعادهم عن العناصر المضادة للمجتمع. تمكن النمذجة الأطفال من التصرف بدافع التعاطف واللطف.

    دعوا الأطفال يفهمون أهمية الانضباط – لا تلجأ للعقاب فقط عندما يتصرف الطفل بشكل خاطئ،  خذوا وقتاً لتوضيح وشرح لماذا وضعت القوانين، وكيف تضمن أننا نعامل الناس باحترام.

    دعوا الاطفال يشعرون - قد يبدو التحدث إلى الأطفال حول موت الجد المريض كوسائل لتجنب المساس بمشاعر الطفل. لكن القيام بذلك يمكن أن يمنح الأطفال الفرصة لتجربة المشاعر الموحدة مثل الحزن والخسارة ، مما يجعلهم أكثر تعاطفًا.

    في الختام، أن أطفال اليوم لديهم فرصة التعرف على العديد من التقنيات المستقبلية التي ستغير قواعد اللعبة مثل العلوم المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وهذه التقنيات الثورية إلى جانب أنها تغرس الروح القيادية فانها كذلك تساعدهم في أن يكونوا مواطنين متعاطفين، مما يمكنهم من اختيار طرقهم الخاصة في اكتشاف الذات.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن