الذكاء الاصطناعي .. الكهرباء الجديدة

  • كلمات ومعاني

     

    بقلم : فريد شوقي

    أ

    وفقا لما ذكره تقرير حيث للبنك المركزي الامريكى فان دور تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح الآن بمثابة الكهرباء الجديدة حيث ستصل قيمة سوق الذكاء الاصطناعي إلى 900 مليار دولار بحلول 2026، مشيراً إلى قدرة هذا القطاع الجديد على زيادة حجم الاقتصاد العالمي بنحو 15.7 تريليون دولار بحلول 2030  .

    وأرجع التقرير توقعاته إلى ثورة شاملة يقودها الذكاء الاصطناعي منها القبول الجماعي غير المسبوق على مستوى العالم، واستخداماته التجارية الغزيرة، إلى جانب ما يعرف بإضفاء الطابع الديمقراطي على البيانات وبلغ حجم هذا السوق  الذي تتصارع عليه شركات التكنولوجيا الكبرى حوالي 65 مليار دولار في 2020، ومع تنامي هذه التكنولوجيا من المتوقع أن يصل إلى أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030.

    متوقعا أن تستفيد 20 شركة من الزخم المصاحب لتكنولوجيا الذكاء الصناعي، إذ تتدافع مجموعة من الشركات للاستفادة من الانتشار الواسع والسريع لروبوت الدردشة " تشات جي بي تي " اذ تضم القائمة الشركة الأم لجوجل "ألفابيت"، والشركة الأم لفيسبوك "ميتا"، وشركة بيدو الصينية، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا ، بما في ذلك أدوبي، وArista Networks، وNvidia، وPalantir، وشاترستوك، التي تقدم التكنولوجيا الأساسية للذكاء الصناعي كما يمكن لشركة أبل أن تجني مليارات الدولارات الإضافية من رسوم ترخيص سنوية لمحرك البحث إذا تم الإعلان عن مناقصة بين جوجل، ومايكروسوفت لمحرك البحث الافتراضي على أجهزتها.

    ونوه التقرير إلى إمكانية أن تستفيد الشركات التكنولوجية الآسيوية، بما في ذلك Advantest، وAIChip، وAppier Group، وHoya، والمعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية، وQi An Xin، وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC)، وساب (SAP)، وشركة صناعة الرقائق (ASML)، وRELX.

    من ثم فنحن نشهد لحظة حاسمة - مثل الإنترنت في التسعينيات - إذ يتجه الذكاء الصناعي (AI)  نحو الانتشار الواسع النطاق والاعتماد الشامل"، فتكنولوجيا الذكاء الصناعي التوليدي المتمثلة في " تشات جي بي تي " ألهمت شركة أبل لاستخدام الذكاء الصناعي في منتجات "  Moment" فمنذ الإعلان عن روبوت الدردشة "تشات جي بي تي " في نوفمبر الماضي وسط ضجة كبيرة، مع إعطاء اهتمام كبير لاستعادة سيطرة مايكروسوفت ، التي تمول التقنية الجديدة  ، على عرش محرك البحث بدلا من محرك كروم لجوجل  الا ان جوجل لم تنتظر كثيرا وردّت على " تشات جي بي تي " باطلاق روبوت دردشة مبني على الذكاء الصناعي أيضًا، وأطلقت عليه اسم " Bard " الشهر الماضي.

    ولنتصور ما يمكنه أن يفعله الذكاء الاصطناعي بصناعة المحتوى أكد نيل موهان ـ الرئيس التنفيذي لخدمة الفيديو بمنصة " يوتيوب" التابعة لشركة "جوجل" عن دمج ميزات  الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة في منصة مشاركة الفيديو حيث إن قوة الذكاء الاصطناعي تبدأ الآن في الظهور بطرق من شأنها إعادة ابتكار الفيديو وجعل ما يبدو مستحيلاً ممكناً"، وأوضح أن منشئي المحتوى على "يوتيوب" سيتمكنون قريباً من تبديل المظهر افتراضياً في مقاطع الفيديو، أو إنشاء "مشاهد أفلام خيالية" من خلال قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية "في الأشهر القادمة".

    وعلى الجانب الاخر نسمع من الملياردير إيلون ماسك ـ الرئيس التنفيذي لشركتي «تيسلا» و«تويتر» إن الذكاء الاصطناعي يقلقه ودعا الحكومة إلى تنظيمه ووصف الأمر بأنه مخيف وحذر، موضحا نحن لسنا بعيدين عن الذكاء الاصطناعي ذي القوة الخطرة ، وذلك خلال عرضه للروبوت «أوبتيموس»، شبيه الإنسان الذي طورته الشركة، وهو يقوم بتعديل أجزاء من روبوتات «أوبتيموس» الأخرى كما لو كان ينوي تجميع نسخ طبق الأصل من نفسه  ضمن عروضا تفصيلية حول كيفية استخدام «تيسلا» لتقنية الذكاء الاصطناعي لتدريب المركبات على القيادة الذاتية، وهو جهد يخضع للتدقيق من قبل السلطات الفيدرالية وسلطات الولاية .

    ولكن عندما سأل أحد المحللين ماسك عما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يساعد «تيسلا» في بناء السيارات، بدا ماسك أقل تفاؤلاً حيث قال: «لا أرى أن الذكاء الاصطناعي يساعدنا على صنع السيارات في أي وقت قريب، وعندما نصل إلى تلك المرحلة لا فائدة من عمل أي منا.

    أكد ماسك عبر تغريدات أنه يقوم بتوظيف فريق من تقنيي الذكاء الاصطناعي لإنشاء منافس لتقنية " تشات جي بي تي " ، المستندة إلى النصوص التي أنشأتها «أوبن إيه آي» ولتقنيات أخرى مماثلة قيد الإنشاء في جوجل وميتا ومنصات تقنية كبيرة أخرى الا انه ضاعف من مخاوف الجمهور حينما عاد وقال " أنا قلق قليلاً بشأن الذكاء الاصطناعي فأننا بحاجة إلى نوع من السلطة التنظيمية للإشراف على تطوير الذكاء الاصطناعي».
    ولفت ماسك إلى «أهمية التأكد من أنه يعمل للمصلحة العامة»، واصفاً إياه بأنه «تقنية خطرة للغاية»، معترفاً بأنه «يخشى أنه قد فعل بعض الأشياء التي تسرع منه» ولكنه اعتبر أن «جهود شركته لتمكين مركباتها من المقدرة على القيادة الذاتية بأمان، أمر مفيد بالتأكيد ويبدو أنه في حيرة من أمره، عندما قال: «لست أدري، تيسلا تقوم بأشياء جيدة في مجال الذكاء الاصطناعي». وتوقف قليلاً وتنهد ثم واصل: «هذا يؤرقني. لا أعرف ماذا أقول عن ذلك».

    فى النهاية نؤكد أن تأهيل وتدريب مواردنا البشرية على هذه التقنيات الجديدة لم يعد خيارا متاحا وانما أصبح بمثابة " لغة المستقبل " وضرورة تقتضيها ما نعيشه حاليا من تطورات عالمية فى خضم ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة والتي تقودها تقنيات والذكاء الاصطناعي الروبوتات وانترنت الاشياء والحوسبة السحابية والطباعة ثلاثية الابعاد والجبل الخامس للاتصالات اللاسلكية " 5G " .

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن