تعليم الروبوتات الثقة بالبشر

  •  

    بقلم / فريد شوقى

    لطالما كانت احتمالية تطوير الذكاء الاصطناعي لآليات تفكير خاصة للوصول إلى مراحل متقدمة تلامس الشعور البشري مثار جدل في أوساط العلماء والفلاسفة وعدها كثيرون ضربًا من شطحات الخيال العلمي لنصل في عصرنا الراهن إلى إرهاصات أولى لهذا التوجه الجديد للآلات.

    وتشكل فكرة التعامل الاجتماعي مع الأجهزة والآلات وكأنها بشرية، ظاهرة يُطلق عليها اسم " معادلة الوسائط " وهي نظرية اتصال عامة غير واعية عرفناها لعقود بحبث تهدف الى تعزيز ثقة الانسان فى قدرات وقرارات الروبوتات خاصة المتطورة والتى انتشرت بالفعل فى كافة المجالات وخاصة الصناعة والخدمات  .

    ولكن فى الاونة الاخيرة بدأ الحديث عن احتياجانا أيضًا إلى التأكد من وثوق الروبوتات بالقرارات البشرية في القضايا التي لم يصمم الروبوت للتعامل معها. ويناقش الباحثون هذه المسألة في دراسة نشرت الشهر الماضي في مجلة أكاديمية تدعى "إيه سي إم ترانساكشن أون إنترآكتيف إنتليجنت سيستمز"  ويهدف هذا العمل المشترك بين جامعة ولاية بنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتقنية ومعهد جورجيا لعلماء التقنية إلى محاولة تطوير تعريف للثقة ونموذج لها يمكن ترجمته بسهولة إلى شفرة برمجية، إذ يتعذر على الروبوتات الإحساس بالثقة غريزيًا مثلما يفعل البشر.

    واستقر الجميع في النهاية على تعريف للثقة ينص على أنه اعتقاد يمتلكه صاحب الثقة بأن الشخص الذي سيمنح هذه الثقة سيتصرف بحكمة وبطريقة تخفف من وطأة العواقب في وضع يمكن أن نعده مخاطرة. واحتاج العلماء للوصول إلى هذا التعريف إلى معرفة مدى استعداد البشر للوثوق بالروبوتات والعكس أيضًا. وراقب العلماء خلال أربعة أعوام أكثر من ألفي شخص شاركوا في سيناريوهات تتحدى وجهات نظرهم التي يتبنوها حول الروبوتات.

    وفي بعض السيناريوهات، كان على المشاركين أن يختاروا إن كانوا سيتبعون روبوتًا للنجاة من مبنى محترق أم لا. في بعض الحالات تبع المشاركون الروبوت على الرغم من ملاحظتهم خلل في نظام الاستدلال عند الروبوت قبل لحظات من اتخاذهم للقرار. وفي سيناريوهات أخرى، كان على المشاركين أن يقرروا إن كانوا سيساعدون روبوتًا كان يطلب المساعدة لدخول غرفة خلال فترة حصار.

    وفي المقابل أجريت أيضًا بعض الاختبارات لمعرفة مدى إمكانية وثوق الروبوتات بالبشر. إذ لعبت الروبوتات البشرية دور مقرضي الأموال في أحد التجارب، لتقرر بدورها المبلغ الذي ستقرضه للأشخاص بناء على المبالغ التي سددوها في المرات السابقة، لتحتفظ بالاستنتاجات النهائية عن معاملة كل شخص. وترجمت الروبوتات إعادة الأموال كدلالة على ثقة الشخص البشري بالروبوت.

    وبالنتيجة فإننا حاليًا نجد أنفسنا في علاقة أحادية مع الروبوتات عندما يتعلق الأمر بالثقة. لكن توجد مؤشرات مستقبلية جيدة؛ إذ أقدم مشاركون كثر على مساعدة الروبوتات عند طلبها للمساعدة بلطف، حتى أثناء مواجهتهم لموقف يحتمل المخاطرة. ولم يتردد بعضهم أيضًا في اتباع الروبوتات على طول طريق متدرج في بناء محترق، حتى بعد رؤيتهم الروبوت يضل في الردهات قبلها بدقائق.

    وتشير النتائج النهائية إلى أننا ربنانحتاج إلى المثابرة والعمل بجد كي نحظى بمكانة مرموقة بين الروبوتات في المستقبل

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن