إنها ليست أسطورة سينمائية بل حقيقة

  • بقلم : د. حسام رفاعي

     

    كان مَسلمة بن عبد الملك على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمه للروم، ولكن القلعه استعصت على جيش المسلمين لارتفاع أسوارها ولإغلاق جميع المنافذ اليها، الأمر الذي رجح كفة جنود الروم، فأخذوا يقذفون جيش المسلمين من أعلاها، فازداد تعب وإنهاك جنود المسلمين.

    وفي الليل قام أحد جنود المسلمين بفكرة مستحيلة، اذ أنه تخفى بمفرده إلى أن وصل باب القلعة وظل ينقب فيه وينقب حتى استطاع أن يُحدث به نقبًا ثم رجع دون أن يُخبر أحدًا،

    وعند الغد تأهب المسلمون للقتال كعادتهم، فدخل هذا البطل من النقب وقام بفتح الباب فتدافع المسلمون وتسلقوا أسوار القلعة وما هي إلا لحظات حتى سمع الروم أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم وداخل ساحتها فتحقق لهم النصر .

    وبعد المعركة جمع القائد مسلمة بن عبدالملك الجيش، ونادى بأعلى صوته: مَن أحدث النقب في باب القلعة فليخرج لنُكافئه...

    فلم يخرج أحد.!

    فعاد وقال مرةً اخرى، من أحدث النقب في الباب فليخرج.

    فلم يخرج أحد.!

    ثم وقف من الغد وأعاد ماقاله بالأمس ..

    فلم يخرج أحد.!

    وفي اليوم الثالث، وقف وقال: أقسمتُ على من أحدث النقب أن يأتيني أي وقت يشاء من ليل او نهار.

    وعند حلول الليل والقائد يجلس في خيمته، دخل عليه رجلٌ ملثم،

    فقال مَسلمة: هل أنت صاحب النقب؟

    فقال الرجل: إنَّ صاحب النقب يريد أن يبّر قسم أميره ولكن لدية ثلاثة شروط حتى يُلبي الطلب.
    فقال مَسلمة: وماهي؟

    قال الرجل: أن لا تسأل عن اسمه، ولا أن يكشف عن وجهه، ولا أن تأمر له بعطاء.

    فقال مَسلمة: له ما طلب.

    عندها قال الرجل: أنا صاحب النقب، ثم عاد من أدراجه مُسرعًا واختفى بين خيام الجيش!

    فوقف مَسلمة والدموع تملأ عينيه فقال: من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..(الأحزاب23)

    إن لم يكن فعلك لله خالصًا..

    فكّل بِنَاءٍ قد بنيْت.. خرابٌ.!

    فكان مَسلمة بعد ذلك يقول في سجوده: اللهم احشُرني مع صاحب النقب..اللهم احشُرني مع صاحب النقب.

    اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة عملٍ صالح تنفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

    لا تقرأ وترحل، عطر فمك بالصلاة على النبي 

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن