ثورة الذكاء الاصطناعي.. هل نحن جاهزون؟

  •      بقلم : فريد شوقي

    لعل من أهم مزايا قطاع التكنولوجيا أنه يمثل النواة الرئيسية لإحداث التغيرات في كل المجالات من خلال تطوير مجموعة من الحلول والتقنيات الابتكارية التي تستهدف تحسين نمط الانتاجية والحياة للجنس البشرى بما أدى إلى نغير كلي في الكثير من صور العمل والنقل والصحة والتعلم وحتى الترفيه والتسلية عبر من يعرف بالتقنيات الذكاء الاصطناعى " أرتيفيشال إنتليجانس "  والتطبيقات التشاركية .

    ويتوقع خبراء التكنولوجيا ان العقد القادم سيشهد تغييرات مرعبة إذ إن الكثير من الشركات سيكون مصيرها ..مصير شركة " كوداك" ، في عام 1988 كوداك كانت توظّف 170 ألف موظف وتبيع 85% من الصور الورقية في العالم وبعدها بسنوات قليلة الشركة أفلست و"البيزنس موديل" الذي كانوا شغالين عليه إختفى! وما حدث لكوداك سيحدث لكثير من القطاعات في السنوات العشرة القادمة .. والكثير لم يستوعب حجم التغيرات التي تتلاحق.

    فهناك تكنولوجيا تبدأ بطريقة لم يتوقع لها النجاح ولكن فجأة تتحول لتسيطر وتدمّر كل ما تحتها "Disruptive" وسنراها بالذكاء الإصطناعي، الصحة، السيارات بدون سائق، طباعة الثري دي، الزراعة، التعليم...انه الجيل الرابع من الثورة الصناعية!

    وبالطبع تدرك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية الاستعداد لهذا التغير الاستراتيجى وهو ما نستطيع لمسه من خلال النشاط الكبير للدكتور عمر طلعت خلال زيارته الاخيرة إلى فرنسا ولقائه مع العديد من الكيانات التعليمية والشركات والمؤسسات الحكومية المعنية بالذكاء الاصطناعى وتوقيعه للعدد من الاتفاقيات منها عقد شراكة أكاديمية مع المؤسسية " ENSAE" الفرنسية لتقديم دورات تدريبية للشباب المصري في مجالات الذكاء الاصطناعي كما بحث تعزيز التعاون مع مركز "أورنج للابتكار التكنولوجي " في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية .

    وفيما يتعلق بأنظمة تشخيص أمراض العيون الأخرى بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي وقعت وزارة الاتصالات مذكرة تفاهم بين شركة (Ai Vision) الفرنسية لتعزيز أطر التعاون بين الجانبين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الكشف عن أمراض العيون، وبناء القدرات وتنمية المهارات على أن تقوم الوزارة ت بتعيين فريق من المهندسين المصريين سيضطلع بالجولة الأولى من تطوير منظومة الكشف المبكر عن اعتلال شبكية العين السكري في فرنسا لمدة 3 إلى 6 أشهر من خلال التدريب والتطبيق العملي .

    وبالنسبة لمجال بناء القدرات وتنمية المهارات؛ ستتولى الشركة "إيه آي فيجين" التدريب والعمل مع الفريق المصري على الحلول التي تقدمها وكذلك على تقديم المزيد من برامج التدريب على تكنولوجيا الكشف عن أمراض العيون.

    وانطلاقا من أهمية تأهيل الكوادر البشرية بحث وزير الاتصالات المصري مع الدكتور بنوا ديفود ـ نائب الرئيس للشئون الأكاديمية والبحث في كلية ايكول بوليتكنيك " Ecole Polytechnique " ، المتخصصة في البحث والتعليم والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا، سبل التعاون بين الجانبين في مجال بناء قدرات الشباب المصري وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي" AI " والتي تسعى مصر من خلالها إلى إقامة شراكات عالمية في مجالات البحث والتطوير، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها بما يساهم في تمكين عمليات التحول الرقمي، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

    كذلك تم بحث آليات العمل المشترك في مجالات بناء القدرات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، كما تمت مناقشة إمكانية التعاون البحثي بين الجانبين خاصة فيما يتعلق بالتطبيقات التي تمثل أولوية في الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والتي من أبرزها التطبيقات المتعلقة بالرعاية الصحية، والزراعة، والمرور بالإضافة تعزيز التعاون الثنائى فى مجال انشاء جامعة متخصصة في علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة .

    وقعت وزارة الاتصالات خطاب نوايا مع كلية المعلوماتية والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية" EPITA "  لدعم التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب وتنمية المهارات لاسيما في التخصصات العلمية التكنولوجية ذات الصلة بعلم البيانات والذكاء الاصطناعي للمساعدة في تطوير المناهج والدورات التدريبية في مجالات علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي، والوسائط المتعددة، والأمن السيبراني، والأنظمة المدمجة، وهندسة البرمجيات وغيرها؛ بما في ذلك البرامج الخاصة "بتدريب المعلمين"، ليتم اتاحتها من خلال معهد "iTi "   أو على شبكة الإنترنت.

    وفي سياق متصل التقى الدكتور عمرو طلعت مع الدكتور كزافييه فريسكيت ـ المدير
    التنفيذي لمركز  أبحاث الذكاء الاصطناعي بجامعة السوربون ؛ حيث تم بحث إمكانية التوأمة بين جامعة السوربون والجامعة المقرر إقامتها في مدينة المعرفة بالعاصمة الادارية الجديدة والتي ستتخصص في مجال علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كما تمت مناقشة التعاون في مجال بناء القدرات لشباب الخريجين في البرامج المتخصصة في علوم الذكاء الاصطناعي .

    في النهاية نؤكد أننا نحن بالفعل أمام ثورة ونقل نوعية وتغييرات كبيرة ..ولكن.. هل نحن جاهزون ؟





    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن