عرض تقنيات زراعة نخاع عظام لطفلة عمرها شهر ب المؤتمر الإماراتي الثاني لأمراض الدم والأورام للاطفال

  • كتب : باكينام خالد

     لاحظ والدا الطفلة "ريتا" –تم تغيير الاسم لأغراض تتعلق بسرية المرضى- وهي طفلة عمرها شهر، بعد ولادتها مباشرة شحوب تدريجي وتثبيت ضعيف في البصر. ومن دون إضاعة الوقت توجهت العائلة إلى مستشفى أبولو، حيث تلقت رعاية داعمة شملت عمليات نقل الدم والصفائح الدموية بشكل منتظم. وبالإضافة إلى ذلك، تم استشارة الوالدان حول التشخيص والخيار العلاجي المحتمل، وتم إحالتهم إلى الدكتور "غوراف خاريا"، كبير استشاريي أمراض الدم لدى الأطفال، والمتخصص في علم الأورام والمناعة في مركز زراعة نخاع العظام والعلاج الخلوي. وبتكثيف الفحوص على الطفلة، أكد الدكتور "غوراف" تشخيصها بالإصابة بهشاشة العظام. ونظرًا كونها الطفلة الوحيدة لذويها تم إجراء فحص (مستضد الكريات البيض البشري) HLA (حيث تمت المطابقة الوراثية) لكل من الطفلة والوالدين، ووجد أن كلا الوالدين مصاب بفيروس (HLA) وعلى هذا النحو بدأ بحث الجهات المانحة غير ذي صلة. ولكن لم يتم تحديد جهة مانحة مناسبة. ولمراعاة أهمية عامل الوقت نصح الدكتور "غوراف" الوالدين في المضي قدمًا في زراعة الخلايا النخاعية العظمية (BMT) المستنفدة للخلايا التائية باستخدام الأم كمانح. ومع ذلك اتسمت دورة علاج BMT للطفلة بالتعقيد وذلك بسبب أدوية العلاج الكيميائي.

    ولحسن الحظ بدأ النخاع العظمي الجديد يعمل بعد مرور 12 يوماً وذلك باتباع خطة علاج قوية تكللت بالنجاح. وخرجت الطفلة بعد مرور 21 يوماً من إجراء العملية، وقد أكملت اليوم شهرها التاسع وتتمتع بحالة صحية ممتازة مع نخاع عظمي يعمل بشكل طبيعي وحالة طبيعية للجهاز العصبي المركزي. وألقى الدكتور "غوراف" الضوء على الحادثة المذكورة أعلاه وآخر الاتجاهات والتطورات في زراعة نخاع العظام خلال المؤتمر الإماراتي الثاني لأمراض الدم والأورام للأطفال، والذي عقد مؤخراً في فندق باب القصر في أبوظبي مؤخرًا. وانضم الدكتور "غوراف خاريا" إلى العديد من المتحدثين المشهورين من الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الذين تبادلوا خبراتهم خلال المؤتمر. وقد تم تنظيم هذا الحدث للتأكيد على أهمية الاكتشاف والتشخيص المبكرين لمشاكل أمراض الدم والأورام الشائعة عند الأطفال، وكذلك معالجة مشاكل أمراض الدم والأورام من قبل أطباء الأطفال العامين. وقد حدث ذلك في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة التشوهات الدموية المقدرة عند الأطفال في الإمارات 8٪، على الرغم من عدم توفر تقديرات واضحة المعالم. وخلال حديثه ناقش الدكتور "خاريا" أيضًا الاختلافات بين زراعة نخاع العظم والعلاج الخلوي وقدم نظرة ثاقبة حول الأمراض السائدة في الإمارات العربية المتحدة والتي يمكن علاجها عن طريقBMT ، بما في ذلك اضطرابات نقص المناعة الأولية أو اعتلال الهيموغلوبين أو متلازمة فشل النخاع أو سرطان الدم. ويتمتع الدكتور "خاريا" بخبرة واسعة في مجال زراعة نخاع العظام للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الدم المختلفة، والأورام الحميدة أو الخبيثة، والأمراض المناعية. كما يتمتع الدكتور "خاريا" بخبرة مهنية تمتد على مدار 10 سنوات،

    وقد أجرى ما يقرب من 800 عملية زراعة لأمراض مختلفة مع أعضاء فريقها. ويرجع الفضل للدكتور "خاريا" في إجراء أول عملية زرع نخاع عظمي متقطعة لمرض الخلايا المنجلية في الهند. وقام أيضًا بأداء أول قرص مضغوط من نوع ألفا بيتا سي دي TCR alpha beta CD 19 19، حيث استنفذ نخاع العظام بشكل غير عادي لدى طفل يبلغ من العمر خمسة أشهر ويعاني من نقص المناعة المشترك الشديد. ويعد المريض أحد أصغر الأطفال الذين تلقوا زراعة نخاع العظام في الهند. ويتم استخدام عمليات زرع نخاع العظم أو زرع الخلايا الجذعية لعلاج أنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الدم والورم النخاعي المتعدد وكذلك اضطرابات الدم الأخرى. ويتعاون الدكتور "خاريا" مع منظمات غير حكومية لتوفير الدعم المالي والاجتماعي للأطفال الذين يحتاجون إلى زرع نخاع العظام وعلاجات السرطان والأمراض المناعية. وهذا يتماشى مع إيمانه بأهمية توفير العلاجات لجميع العائلات والأسر على الرغم من عدم وجود أموال كافية.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن