ارتفاع هائل في الطاقة والتكاليف المالية التي تتطلبها أبحاث الذكاء الاصطناعي

  • أنهت شركة جوجل أواخر العام الماضي عمل باحثة بارزة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بعد أن أعربت عن إحباطها من الشركة لإجبارها على سحب بحثها، مع أنها درست مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة، مثل النوع المستخدم في بحث جوجل ومنتجات تحليل النصوص الأخرى.

    من المخاطر المشار إليها الزيادة في البصمة الكربونية الكبيرة لتطوير هذا النوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي، فوفقًا للتقديرات إلى أن تدريب نموذج ذكاء اصطناعي يولد قدرًا من انبعاثات الكربون يوازي ما يتطلبه صنع خمس سيارات وقيادتها طوال مدة عمرها.

    قالت الباحثة «أنا باحثة تدرس نماذج الذكاء الاصطناعي وتطوره، ونحن في هذا المجال نعلم بالارتفاع الهائل في الطاقة والتكاليف المالية التي تتطلبها أبحاث الذكاء الاصطناعي. لكن لماذا أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي متعطشة للطاقة، وكيف تختلف عن حوسبة مركز البيانات التقليدي؟»

     

    وتشمل وظائف معالجة البيانات التقليدية تلك التي نراها في مراكز البيانات بث الفيديو والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، أما الذكاء الاصطناعي فهو أثقل من الناحية الحوسبية لأنه يحتاج إلى قراءة كثير من البيانات حتى يتعلم كيفية فهمها وكي يتلقى تدريبه بفاعلية.

    وهذا التدريب غير فعال مقارنة بكيفية تعلم الناس. حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي الحديث شبكات عصبية اصطناعية، وهي حسابات رياضية تحاكي الخلايا العصبية في الدماغ البشري، ولقوة اتصال كل خلية عصبية بجارتها مقياس للشبكة يسمى الوزن. ولمعرفة كيفية فهم اللغة، تبدأ الشبكة بأوزان عشوائية وتعمل على ضبطها حتى تتوافق المخرجات مع الإجابة الصحيحة.

    وإحدى الطرائق الشائعة لتدريب شبكة لغوية تزويدها بالكثير من النصوص من مواقع الويب، مثل ويكيبيديا ومنصات الأخبار مع إخفاء بعض الكلمات، وسؤالها تخمين الكلمات المحجوبة. مثل «كلبي لطيف» مع إخفاء كلمة «لطيف» في البداية سيخطئ النموذج في تخمينها جميعًا، ولكن بعد عدة جولات من التعديل تبدأ أوزان الاتصال في التغيير والتقاط أنماط البيانات لتصبح الشبكة دقيقة في اختيار المقترح النهائي.

    استخدم أحد نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة الذي أطلق عليه مشفر التمثيلات ثنائية الاتجاه من المحولات أو المسمى اختصارًا ببيرت 3.3 مليار كلمة من الكتب الإنجليزية ومقالات ويكيبيديا. وقرأ بيرت أثناء التدريب مجموعة البيانات 40 مرة وليس دفعة واحدة. وبالمقارنة يسمع الطفل العادي الذي يتعلم التحدث 45 مليون كلمة في سن الخامسة، أي أقل من ذلك بمقدار 3000 مرة مقارنة بالمشفر بيرت.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن