"الخوف الحقيقي والخوف المزيف" .. "1- 6 "

  •  

     

    بقلم : د . ياسر بهاء 

     

    بالرغم من وجود العديد من العوائق التي يجب إزاحتها من طريق كلاً منا لتحقيق أهدافه، إلا إنه لا يزال هناك تحديًا كبيرًا يمثل عائقاً أمام العديد من الأشخاص. فهم كمن يرغب في تسلق جدار ما وبمجرد البدء ينظر لأعلى وعندما يرى كم هو شاهق يقرر فوراً بأن هذا الجدار يستحيل تسلقه. فيقوم بإنزال الخطاف والحبل ويلتفت إلى الوراء ويعود من حيث أتى.

     

    هل تعلم ما هو اسم هذا الجدار؟ إنه الخوف

     

    هذا صحيح، فالخوف هو أخطر العقبات التي تعرقل البشر وتمنعهم من تحقيق أهدافهم. فلا يهم كم هم موهوبون ولا يهم كم هم تعساء في حياتهم. فكثير من الناس يسيرون في حياة طويلة لم يكن من المفترض بهم أن يعيشوها لأنهم فقط خائفون.

     

    فهناك العديد من الأشخاص خائفون من اتخاذ الخطوة الأولى. يخشون الخروج عن والتخلص من عاداتهم القديمة. يرتعبون من الرفض ويرتعدون من الفشل. فما أن تأتي فكرة تغيير حياتهم في الظهور، يسارعون بطردها. يشعرون بالإنزعاج ويتشنجون في مقاعدهم لمجرد التفكير فقط فيما سيبذلونه لو قرروا تغيير حياتهم.

     

    أريدك أن تسأل نفسك بصدق هل أنت خائفًا أم لا.

     

    هل تعود بك مخاوفك إلى الوراء؟ هل تعوقك عن تحقيق أهدافك؟ هل تمنعك من مجرد اكتشاف خياراتك؟ إذا كان هذا صحيحاً، فأنا أريدك أن تتأمل هذه الكلمات .......

     

    الخوف ما هو إلا أمراً وهمياً يبدو كما لوكان حقيقياً

     

    فسبب مخاوفك حكم مسبق تحمله معك دائمًا ولا يمكنك التخلص منه فربما تشعر أنه لديك دليل على أنك ستفشل. وهذا الدليل الوهمي أقنعك أنك غير قادر على تحقيق أحلامك.

     

    فأنت تخاف لأنك مقتنع أنه عليك أن تخاف. فلربما أخبرك أحدهم أن أهدافك غير واقعية أو قد تكون حاولت وأخفقت في الماضي. ولهذه الأسباب فقد تغيرت قناعاتك. فأصبحت الآن مقتنعاً أن مهما فعلت، فأي نتيجة ستكون حتماً هي الفشل. وأنه – ولأن طريق واحد فقط لم يوصلك حيث تريد – فأصبحت كل الطرق في نظرك تسير في الاتجاه الخطأ.

     

    وربما أسوء من ذلك فمن الممكن أن قام أحدهم بإعطائك الاتجاهات الخطأ وأشار لك على طريق الفشل على أنه هو طريق النجاح وللأسف فقد وثقت بكلامه.

     

    ولهذا فقد اتخذت القرار بالتخاذل والتسويف والسكون والتخلي عن الحركة والمغامرة والجنون. اتخذت الطريق السهل الممهد الذي تم السير عليه مراراً وتكراراً. فأنت تعلم الطريق جيداً، فقد التصقت الحشائش بالطين من كثرة تتابع الناس في السير عليه، فلا توجد به أغصان معلقة، ولا مطبات كبيرة ولا تسلقات حادة.

     

    فرغم أن هذا الطريق يبدو مملاً ويمكن توقعه لكنه يبدو لك آمناً، فقد أخبرك الجميع بهذا، ولقد رأيت بنفسك العديد من الأشخاص الذين ساروا في هذا الطريق قبلك لذا فأنت تعتقد بأنه حقاً الأكثر أمناً لك. إنه يبدو آمنًا لا شك في ذلك. وبالتالي فقد قمت بإتباع الطريق الممل ووصلت لذات الوجهة التي وصل إليها الجميع صحيح؟

     

    ولكن المفاجأة أن ذلك ليس دائماً ما يحدث! فحتى الطريق الآمن قد يحدث به أسوأ السيناريوهات الممكنة، فبعد اتخاذك للطريق الآمن ظهر من تحت الأرض دب متوحش فقمت بالهرب وكان أمامك خياران فإما أن تجري إلى داخل الغابة أو أن ترجع من حيث أتيت.

     

    ربما تسير في الطريق التقليدي لأنك تخشى الفشل. فذهبت إلى الجامعة، ثم التحقت بوظيفة في شركة كبيرة وتعمل بالكاد لتحصل على القليل من الأموال، وفجأة ودون مقدمات هجم الدب عليك.

     

    تم طردك وعليك إما الجري في الأدغال وإما أن تعود من حيث أتيت. وهذا يعني البحث عن وظيفة جديدة والبدء من جديد. في كل مرة تقوم بفعل هذا بالرغم من أنك تكون متعباً والأمر يصبح أكثر رتابة فأنت لاتزال تسير بنفس الطريق، ترى نفس الموظفين وتأمل ألا ينتهي بك الأمر لدب أخر. تبدو حياة لا تطاق، أليس كذلك؟

     

    في الحقيقة هذه هي الحياة التي عليك أن تخاف منها. عليك أن تخاف من أن تسير في نفس الطريق الممل الذي يصل بك لنفس الجهة التي يقصدها الجميع. في الواقع عليك أن تخشى أكثر من طريق لا توجد به أية ضمانات بل على العكس يوجد به المخاطرة بأنك تبدأ من الصفر.

     

    أنا لا أريد لك هذا وعليك ألا تحب هذا لنفسك. بل أريدك أن ترى الأمر الوهمي على حقيقته، إنه مجرد وهم. أريدك أن تعلم أن مخاوفك لا تستند على أي شيء حقيقي، وما يبدو آمناً ليس دائماً كما يبدو وقد يكون على النقيض في كثير من الآحيان.

     

    وأهم من ذلك أريدك أن تتعلم كيف تنحي مخاوفك جانباً وتحيا الحياة التي من المفترض بك أن تحياها.

     

    وقبل أن نتكلم عن هذا أريد إخبارك عن شخص أراد أن يغير العالم، ولكنه كان خائفاً. إنه من أفضل من قرأت لهم وتعلمت منهم، إنه المتحدث التحفيزي العبقري Les Brown

     

    والذي سنتحدث عن قصته الملهمة في المقال القادم بإذن الله بعنوان "من أدنى قاع إلى أقصى ارتفاع"





    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن