وزير الأوقاف : تطور الأمم مرهون بقدرة شبابها على الإنجاز.. وجيتس و مارك و جوبز نماذج للتطور التكنولوجي والعلمي المبكر

  • -        احتضان الشباب أحد سبل تعميق الوطنية الصادقة لديهم

     

     

    كتب : محمد الخولي

     

     

    اكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن تطور الأمم مرهون بقدرة شبابها على العطاء والإنجاز ، وأن احتضان الشباب أحد سبل تعميق الوطنية الصادقة لديهم ، والتحية واجبة لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على جهوده في تمكين الشباب.

     

    مؤكدًا أنه لا ينكر أحد دور الشباب في بناء الأوطان والأمم ونهضتها ورقيها ، ولقد حثَّنا النبي (صلى الله عليه وسلم) على اغتنام هذه المرحلة المهمة من العمر، بالعمل والعطاء والتزود من عمل الخير لأنفسنا وديننا ومجتمعنا وأوطاننا ؛ لتحقيق سعادتنا وما فيه خيرنا وخير بلادنا وخير الإنسانية في الدنيا والآخرة ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِك).

     

    ولسنا نبالغ إذا قلنا إن كثيرًا من مظاهر التقدم والتطور العلمي الذي يعيشه العالم في العصر الحديث في شتى المجالات قائم على أكتاف الشباب الذين أسهموا بجهود متميزة في خدمة الإنسانية ، ففي مجال الفضاء نجد أن أصغر رائد فضاء هو السوفيتي (غيرمان نوفيتش) لم يكن عمره يتجاوز الخامسة والعشرين عندما صعد إلى الفضاء في عام 1961، وكذلك السوفيتية (فالينتي تريشكوفا) التي كانت أول امرأة في التاريخ تطير إلى الفضاء منفردة دون طاقم يصحبها، وكانت في السادسة والعشرين من عمرها، وذلك في عام (1963).

     

    وعند الحديث عن أشهر وأوسع مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) نجد أن من أسسه هو الشاب الأمريكي (مارك زوكربيرغ) من مواليد 1984، في عام (2004) ، وهو في العشرين من عمره ، وكذا الحال مع (بيل جيتس) الأمريكي الذي وضع نواة أكبر شركة للبرمجيات في العالم -مايكروسوفت- وكان وقتها في العشرين من عمره ، وفي إبريل من عام 1976 قام (ستيف جوبز) الأمريكي وهو في الثانية والعشرين من عمره بتأسيس وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي في العالم (أبل) ، ثم أبهر العالم بعد ذلك مع زملائه بما أدخلوه عليه من تطور تكنولوجي كبير .

     

    وقد أولى نبينا (صلى الله عليه وسلم) الشباب اهتمامًا كبيرًا ومنحهم الثقة ، وحملهم المسئولية للتأكيد على ضرورة استثمار مرحلة الشباب الاستثمار الأمثل، وبذل الوسع في توظيف طاقاتهم وقدراتهم، وتهيئة الظروف أمامهم لتنمية مواهبهم، وتعظيم الاستفادة مما أفاء الله تعالى عليهم به من قوة في البدن، ورجاحة في العقل، ولين في القلب، ولطف في المشاعر فيما يعود بالنفع العميم على المجتمع كله , فهذا سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) يمنحه النبي (صلى الله عليه وسلم) ثقته ، ويولِّيه على اليمن وهو في ريعان شبابه ، وهذا سيدنا زيد بن ثابت (رضي الله عنه) أصبح كاتب الوحي وهو شاب ، وتعلم السريانية واليهودية وكان مترجمًا للرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وهذا سيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنهما) يُوَلِّيه النبي (صلى الله عليه وسلم) قيادة الجيش وكان عمره ثمانية عشر عامًا مع وجود كبار الصحابة (رضي الله عنهم) كأبي بكر ، وعمر ، وهذا سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) الشاب الشجاع الذي استخلفه النبي (صلى الله عليه وسلم ) عند الهجرة ليرد أمانات المشركين إلى أصحابها ، ولينام بشجاعة تامة في فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وقد قال (صلى الله عليه وسلم) في حقه يوم خيبر : ” لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه”، وهذا سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) الشاب الذي جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) من الستة أصحاب الشورى ، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يشير إليه قائلاً : “هذا خالي فليرني امرؤ خاله” وكان عمره سبعة عشر عامًا.

     

    وكان الحسن البصري (رحمه الله) يقول: (قدّموا إلينا شبابكم؛ فإنهم أفرغ قلوبًا، وأحفظ لما سمعوا، فمن أراد الله أن يُتِمّه له أتمّه).

     

    إن الاهتمام بالشباب والحرص على تأهيلهم للقيادة وتحمل المسئولية منهج نبوي أصيل سار عليه الخلفاء الراشدون (رضي الله عنهم) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فهذا سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) يكلف سيدنا زيد بن ثابت (رضي الله عنه) بجمع القرآن الكريم، قائلًا له: (إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، وَلاَ نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ) وهذا تكليف عظيم ، ومهمة كبيرة قال عنها سيدنا زيد (رضي الله عنه): (فَوَ اللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ القُرْآنِ) ، وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يجلسه في مجلس شورى كبار الصحابة , ويقول : (ذَاكَ فَتَى الْكُهُولِ، إِنَّ لَهُ لِسَانًا سَئُولًا، وَقَلْبًا عَقُولًا).

     

    ولم يقف دور الشباب عند عصر النبوة والخلفاء الراشدين , ففي العصر الأموي نبغ شباب كثيرون منهم محمد بن القاسم بن محمد الذي نشأ وترعرع وتدرب على الجندية ، حتى أصبح من كبار القادة العسكريين في عصره وعمره لم يتجاوز سبعة عشر عامًا وفتح بلاد السند ، وفي الأندلس نبغ عبد الرحمن الداخل الذي أسس الدولة الأموية في الأندلس.

     

    وفي العصر الحديث نبغ الشاب مصطفى كامل باشا الذي عرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية ، ومن أقواله الشهيرة : لو لم أكن مصريًّا لوددت أن أكون مصريًّا.

     

    وفي هذا كله ما يدعونا إلى الاهتمام بتأهيل وتدريب الشباب والإفادة من طاقاتهم الإيجابية , وهو ما تنتهجه مسلكًا واقعيًّا الدولة المصرية بقيادة سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وما نعمل عليه في ظل قيادته الحكيمة وتوجيهات سيادته بتعزيز دور الشباب والاستفادة بطاقاتهم ، سواء من خلال الدفع بالشباب المتميز من الأئمة والإداريين في المواقع القيادية الإدارية أم في المواقع العلمية والدعوية بالوزارة .

     

    #محمد_صلى_الله_عليه_و_سلم

    #وزير_الاوقاف

    #بيل_جيتس

    #ستيف_جوبز

    #عالم_رقمي 

    #alamrakamy

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن